المسلمين، فأقطعها الحرث بن الحكم أخا مروان؛ وأقطع فدك مروان، وهي صدقة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ وافتتح أفريقية؛ فأخذ خمس الفيء فوهبه لمروان؛ فقال عبد الرحمن بن حسل الجمحي:
فأحلف بالله ربّ الأنا ... م ما ترك الله شيئا سدى
ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أو تبتلى
فإنّ الأمينين قد بيّنا ... منارا لحقّ عليه الهدى
فما أخذا درهما غيلة ... وما تركا درهما في هوى
وأعطيت مروان خمس العبا ... د هيهات شأوك ممّن شأى
[عثمان]
[نسب عثمان وصفته]
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس: وأمها [أمّ حكيم] البيضاء ابنة عبد المطلب بن هاشم عمة النبي صلّى الله عليه وسلم.
وكان عثمان أبيض مشربا صفرة، كأنه فضة وذهب؛ حسن القامة، حسن الساعدين، سبط «١» الشعر، أصلع الرأس، أجمل الناس إذا اعتمّ، مشرف الأنف، عظيم الأرنبة، كثير شعر الساقين والذراعين، ضخم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين.
ولما أسنّ شدّ أسنانه بالذهب، وسلسل بوله فكان يتوضأ لكل صلاة.
ولي الخلافة منسلخ ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين.
وقتل يوم الجمعة صبيحة عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين.
وفي ذلك يقول حسان:
ضحّوا بأشمط عنوان السّجود به ... يقطّع الليل تسبيحا وقرآنا «٢»
لتسمعنّ وشيكا في ديارهم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا