للمفضّل أن يخص بفضله من شاء، وله الحمد فيما أعطى، ولا حجة عليه فيما منع، وكن كيف شئت، فإني قد أوليتك خالصة سريرتي، أرى ببقائك بقاء سروري، وبدوام النعمة عندك دوامها عندي.
وفصل: قد أغنى الله بكرمك عن الذريعة إليك والاستعانة عليك؛ لأن حسن الظن بالله فيك، وتأميل نجح الرغبة إليك فوق الشفعاء عندك.
وفصل: قد أفردتك برجائي بعد الله، وتعجلت راحة اليأس ممن يجود بالوعد ويضن بالإنجاز، ويحب أن يفضّل ويزهد في أن يفضل، ويعيب الكذب ولا يصدق.
وفصل: ضعني- أكرمك الله- من نفسك حيث وضعت نفسي من رجائك.
أصاب الله بمعروفك مواضعه، وبسط بكل خير يدك.
وفصل: لا أزال- أبقاك الله- أسأل الكتاب إليك، فمرة أتوقف توقف المخفف عنك من المئونة، ومرة أكتب كتاب الراجع منك إلى الثقة والمعتمد منك على المقة «١» ؛ لا أعدمنا الله دوام عزّك، ولا سلب الدنيا بهجتها بك ولا أخلانا من الصنع لك؛ فإنا لا نعرف إلا نعمتك، ولا نجد للحياة طعما إلا في ظلك؛ ولئن كانت الرغبة إلى بشر من الناس خساسة وذلا، لقد جعل الله الرغبة إليك كرامة وعزّا؛ لأنك لا تعرف حرّا قعد به دهره، إلا سبقت مسألته بالعطية وصنت وجهه عن الطلب والذّلة.
وفصل: لي عليك حق التأميل والشكر، بما ابتدأت من المعروف، ولك عليّ حق الاصطناع والفضل، والتنويه بالاسم والشكر؛ وليس يمنعني علمك بزيادة حقك على ما أبلغه من شكرك، من مساءلتك المزيد؛ إذ كنت قد انتهيت إلى ما بلغه المجهود، وخرجت من منزلة الإضاعة والتقصير، وإذ كنت تسمح بالحق عليك، وتطيب نفسا