: مرّ دهمان المغني بقوم وعليه رداء يثربي، فقالوا له: بكم أخذت الرداء؟ فقال:
ب ألا إنّ جيراننا ودّعوا
[أشعب وهاشمى]
: وحدّثني أبو العباس أحمد بن بكر ببغداد قال: حدثني إسحاق بن ابراهيم الموصلي قال: كان يقال قديما: إذا قسا عليك قلب القرشي من تهامة، فغنّه بشعر عمر بن أبي ربيعة وغناء ابن سريج. وكذا فعل أشعب برجل من أهل مكة من بني هاشم، وكان أشعب قد انتجع أهل مكة من المدينة.
قال أشعب: فلما دخلت عليه غنيته بغناء أهل المدينة وأهل العقيق، فلم ينجع ذلك فيه ولم يحرّك من طربه ولا أريحيّته؛ فلما عيل صبري غنيته بغناء ابن سريج المكي وقول ابن أبي ربيعة القرشي:
نظرت إليها بالمحصّب من منى ... ولي نظر لولا التحرّج عارم
فقلت أشمس أم مصابيح راهب ... بدت لك تحت السجف أم أنت حالم «١»
بعيدة مهوى القرط إما لنوفل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم
قال: فحرّكت والله من طربه، وكان الذي أردت؛ ثم غنيته لابن أبي ربيعة القرشي أيضا.
ولولا أن يقول لنا قريش ... مقال الناصح الأدنى الشفيق
لقلت إذ التقينا قبليني ... وإن كنا بقارعة الطريق
فقال: أحسن والله! هكذا يطيب التلقّي، لا بالخوف والتوقّي! قال: فلما رأيته قد