ذلك لكان أشدّ عليك، لانه يكون سببا للخوض في ذكره، فيكثر مكثر ويزيد زائد، اضرب عن هذا صفحا، واطو دونه كشحا.
[يزيد وابن الرقيات في تشببه بعاتكة]
ومن قول عبيد الله بن قيس. المعروف بالرقيات. يشبب بعاتكة بنت يزيد بن معاوية:
أعاتك يا بنت الخلائف عاتكا ... أنيلي فتى امسى بحبّك هالكا
تبدت وأترابا لها فقتلنني ... كذلك يقتلن الرجال كذلك «١»
يقلّبن ألحاظا لهنّ فواترا ... ويحملن ما فوق النّعال السبائكا «٢»
إذا غفلت عنّا العيون التي نرى ... سلكن بنا حيث اشتهين المسالكا
وقلن لنا لو نستطيع لزاركم ... طبيبان منا عالمان بدائكا
فهل من طبيب بالعراق لعله ... يداوي سقيما هالكا متهالكا
فلم يعرض له يزيد، للذي تقدم من وصاية ابيه معاوية في رملة.
[الحجاج وابن نمير في زينب]
تحدثت الرواة ان الحجاج رأى محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي، وكان يشبب بزينب بنت يوسف أخت الحجاج، فارتاع من نظر الحجاج إليه، فدعا به، فلما وقف بين يديه قال:
فداك أبي ضاقت بي الارض رحبها ... وإن كنت قد طوّقت كلّ مكان
وإن كنت بالعنقاء أو بتخومها ... ظننتك إلا أن يصدّ تراني «٣»
فقال: لا عليك، فوالله إن قلت الا خيرا! إنما قلت هذا الشعر:
يخبّئن أطراف البنان من التقى ... ويخرجن وسط الليل معتجرات «٤»