أعربت بها رثاثة هيئتي، وضعف طاقتي! قال: أجل، فما الذي تمتّ به؟ قال: ولادة تقرب من ولادتك، وجوار يدنو من جوارك، واسم مشتق من اسمك. قال: أمّا الجوار فقد يمكن أن يكون كما قلت، وقد يوافق الاسم الاسم، ولكن ما علمك بالولادة؟ قال: أعلمتني أمي أنها لما وضعتني قيل إنه ولد الليلة ليحيى بن خالد غلام وسمّي الفضل؛ فسّمتني فضيلا، إعظاما لا سمك أن تلحقني بك. فتبسم الفضل وقال: كم أتى عليك من السنين؟ قال: خمس وثلاثون. قال: صدقت، هذا المقدار الذي أتيت عليه، فما فعلت أمّك؟ قال: توفيت رحمها الله، قال: فما منعك عن اللّحوق بنا فيما مضى؟ قال: لم أرض نفسي للقائك، لأنها كانت في عامّية وحداثة تقعدني عن لقاء الملوك. قال: يا غلام أعطه لكل عام مضى من سنيه ألفا، وأعطه من كسوتنا ومراكبنا ما يصلح له. فلم يخرج من الدار إلا وقد طاف به إخوانه وخاصة أهله.
[من حبيب إلى ابن أبي دواد]
: وكتب حبيب بن أوس الطائي إلى أحمد بن أبي دواد:
اعلم وأنت المرء غير معلّم ... وافهم جعلت فداك غير مفهّم
أنّ اصطناع العرف ما لم توله ... مستكملا كالثّوب ما لم يعلم «١»
والشّكر ما لم يستثر بصنيعة ... كالخطّ تقرؤه وليس بمعجم «٢»
وتفنّني في القول إكثار وقد ... أسرجت في كرم الفعال فألجم
وقال دعبل بن علي الخزاعي في طاهر بن الحسين صاحب خراسان:
أيا ذا اليمنين والدّعوتين ... ومن عنده العرف والنّائل