وقيل إن سعيد بن سلم راكب موسى الهادي والحربة بيد عبد الله بن مالك، وكانت الريح تسفى «١» التراب، وعبد الله يلحظ موضع مسير موسى فيتكلف أن يسير على محاذاته، وإذا حاذاه ناله ذلك التراب، فلما طال ذلك عليه أقبل على سعيد ابن سلم فقال: أما ترى ما نلقى من هذا الخائن؟ قال: والله يا أمير المؤمنين ما قصّر في الاجتهاد، ولكن حرم التوفيق.
[باب السلام والإذن]
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: أطيبوا الكلام، وأفشوا السلام «٢» ، وأطعموا الأيتام، وصلّوا بالليل والناس نيام.
وقال صلّى الله عليه وسلم: إنّ أبخل الناس الذي يبخل بالسلام.
وأتى رجل النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: عليك السلام يا رسول الله. فقال: لا تقل: عليك السلام؛ فإنها تحية الموتى، وقل: السلام عليك.
[عمر بن عبد العزيز وجماعة سلموا عليه:]
وقال صاحب حرس عمر بن عبد العزيز: خرج عمر في يوم عيد وعليه قميص كتّان وعمامة على قلنسوة لاطئة «٣» ، فقمت إليه وسلّمت عليه، فقال: مه، أنا واحد وأنتم جماعة؛ السلام عليّ والردّ عليكم. ثم سلّم ورددنا عليه، ومشى فمشينا معه إلى المسجد.