ألم يبلغك ما لقيت قريش ... وحيّ بني كنانة إذ أبيروا «١»
دهمناهم بأرعن مكفهرّ ... فظلّ لنا بعقوتهم زئير «٢»
وفي هذا اليوم قتل العوّام بن خويلد، والد الزبير بن العوّام، قتله مرة بن معتب الثقفي، فقال رجل من ثقيف:
منّا الذي ترك العوّام منجدلا ... تنتابه الطير لحما بين أحجار «٣»
يوم شرب «٤»
ثم جمع هؤلاء وأولئك، فالتقوا على قرن الحول في اليوم الثالث من أيام عكاظ، فالتقوا بشرب، ولم يكن بينهم يوم أعظم منه، والرؤساء على هؤلاء وأولئك الذين ذكرنا، وكذلك على المجنبتين، وحمل ابن جدعان يومئذ مائة رجل على مائة بعير، ممن لم تكن له حمولة، فالتقوا وقد كان لهوازن على كنانة يومان متواليان: يوم شمطة، ويوم العبلاء، فحميت قريش وكنانة، وصابرت بنو مخزوم وبنو بكر فانهزمت هوازن وقتلت قتلا ذريعا، وقال عبد الله بن الزبعري يمدح بني المغيرة:
ألا لله قوم و ... لدت أخت بني سهم
هشام وأبو عبد ... مناف مدره الخصم «٥»
فهذان يذودان ... وذا من كثب يرمي «٦»
وأبو عبد مناف: قصي، وهشام. ابن المغيرة، وذو الرمحين: أبو ربيعة بن المغيرة، قاتل يوم شرب برمحين، وأمهم ريطة بنت سعد بن سهم.