وكم بها حقّر من كنائس ... بدّلت الأذان بالنّواقس
يبكي لها النّاقوس والصّليب ... كلاهما فرض له النّحيب
وانصرف الإمام بالنّجاح ... والنصر والتأييد والفلاح
ثم ثنى الرّايات في طريقه ... إلى بني ذي النّون من توفيقه
فأصبحوا من بسطهم في قبض ... قد ألصقت خدودهم بالأرض «١»
حتى بدوا إليه بالبرهان ... من أكبر الآباء والولدان
فالحمد لله على تأييده ... حمدا كثيرا وعلى تسديده
[سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة]
ثم غزا بيمنه أشونا ... وقد أشادوا حولها حصونا «٢»
وحفّها بالخيل والرّجال ... وقاتلوهم أبلغ القتال
حتى إذا ما عاينوا الهلاكا ... تبادروا بالطّوع حينذاكا
وأسلموا حصنهم المنيعا ... وسمحوا بخرجهم خضوعا
وقبلهم في هذه الغمزاة ... ما هدمت معاقل العصاة
وأحكم الإمام في تدبيره ... على بني هابل في مسيره
ومن سواهم من ذوي العثيرة ... وأمراء الفتنة المغيره
إذ حبسوا مراقبا عليهم ... حتى أتوا بكلّ ما لديهم
من البنين والعيال والحشم ... وكلّ من لاذ بهم من الخدم
فهبطوا من أجمع البلدان ... وأسكنوا مدينة السّلطان
فكان في آخر هذا العام ... بعد خضوع الكفر للإسلام
مشاهد من أعظم المشاهد ... على يدي عبد الحميد القائد
لمّا غزا إلى بني ذي النون ... فكان فتحا لم يكن بالدّون «٣»