أنا بلال وهذا أخي، كنا ضالّين فهدانا الله، عبدين فأعتقنا الله، فقيرين فأغنانا الله؛ فإن تزوّجونا فالحمد لله، وإن تردّونا فالمستعان الله.
وقال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز:
قد زوّجك أمير المؤمنين ابنته فاطمة. قال: جزاك الله يا أمير المؤمنين خيرا، فقد أجزلت العطية، وكفيت المسألة.
[نكاح العبد]
الأصمعي قال: زوّج خالد بن صفوان عبده من أمته، فقال له العبد: لو دعوت الناس وخطبت! قال: ادعهم أنت. فدعاهم العبد، فلما اجتمعوا تكلم خالد بن صفوان فقال:
إن الله أعظم وأجلّ من أن يذكر في نكاح هذين الكلبين! وأنا أشهدكم أني زوّجت هذه الزانية، من هذا ابن الزانية.
[خطب الأعراب]
الأصمعي قال: خطب أعرابي فقال: أمّا بعد، فإن الدنيا دار ممرّ، والآخرة دار مقرّ؛ فخذوا من ممرّكم لمقرّكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففيها حييتم، ولغيرها خلقتم، اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، إنّ الرجل إذا هلك قال الناس: ما ترك؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟ فقدّموا بعضا يكون لكم قرضا، ولا تتركوا كلا فيكون عليكم كلّا، أقول قولي هذا والمحمود الله والمصلّى عليه محمد والمدعوّ له الخليفة، ثم إمامكم جعفر. قوموا إلى صلاتكم.
[وخطبة لأعرابي]
الحمد لله الحميد المستحمد، وصلى الله على النبي محمد، أمّا بعد، فإنّ التعمق في