أصبحت حاتمها جودا، وأحنفها ... حلما، وكيّسها علما، ودغفلها «١»
مالي أرى القبة البيضاء مقفلة ... دوني وقد طال ما استفتحت مقفلها
أظنّها جنّة الفردوس معرضة ... وليس لي عمل زاك فأدخلها
[باب الوفاء والغدر]
[بين مروان وعبد الحميد الكاتب]
: قال مروان بن محمد لعبد الحميد الكاتب حين أيقن بزوال ملكه: قد احتجت إلى أن تصير مع عدّوي وتظهر الغدر بي؛ فإن إعجابهم بأدبك وحاجتهم إلى كتابتك تدعوهم إلى حسن الظنّ بك، فإن استطعت أن تنفعني في حياتي، وإلا لم تعجز عن حفظ حرمتي بعد مماتي. فقال عبد الحميد: إن الذي أمرت به أنفع الأشياء لك وأقبحها بي، وما عندي غير الصبر معك حتى يفتح الله عليك أو أقتل معك. وأنشأ يقول:
أسرّ وفاء ثم أظهر غدرة ... فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره
[عبد الملك بعد قتله ابن سعيد]
: أبو الحسن المدائني قال: لما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بعد ما صالحه وكتب له أمانا وأشهد شهودا. قال عبد الملك بن مروان لرجل كان يستشيره ويصدر عن رأيه إذا ضاق به الأمر: ما رأيك في الذي كان مني؟ قال: أمر قد فات دركه «٢» ! قال: لتقولنّ! قال حزم لو قتلته وحييت. قال: أو لست بحيّ؟ فقال: ليس بحيّ من أوقف نفسه موقفا لا يوثق له بعهد ولا بعقد. قال عبد الملك: كلام لو سبق سماعه فعلي لأمسكت.