لمّا رأوا سحائب المنيّة ... تمطرهم صواعق البليه
تغلغل العجم بأرض العجم ... وانحشدوا من تحت كلّ نجم
فأقبل العلج لهم مغيثا ... يوم الخميس مسرعا حثيثا «١»
بين يديه الرّجل والفوارس ... وحوله الصّلبان والنّواقس
وكان يرجو أن يزيل العسكرا ... عن جانب الحصن الذي قد دمّرا
فاعتاقه بدر بمن لديه ... مستبصرا في زحفه إليه
حتى التقت ميمنة بميسره ... واعتلت الأرواح عند الحنجره
ففاز حزب الله بالعلجان ... وانهزمت بطانة الشيطان
فقتلوا قتلا ذريعا فاشيا ... وأدبر العلج ذميما خازيا
وانصرف الناس إلى القليعة ... فصبّحوا العدوّ يوم الجمعه
ثم التقى العلجان في الطريق ... البنبلونيّ مع الجلّيقي
فأعقدا على انتهاب العسكر ... وأن يموتا قبل ذاك المحضر
وأقسما بالجبت والطاغوت ... لا يهزما دون لقاء الموت «٢»
فأقبلوا بأعظم الطّغيان ... قد جلّلوا الجبال بالفرسان
حتى تداعى الناس يوم السبت ... فكان وقتا يا له من وقت
فأشرعت بينهم الرماح ... وقد علا التّكبير والصّياح
وفارقت أغمادها السّيوف ... وفغرت أفواهها الحتوف «٣»
والتقت الرجال بالرجال ... وانغمسوا في غمرة القتال
في موقف زاغت به الأبصار ... وقصرت في طوله الأعمار
وهبّ أهل الصبر والبصائر ... فأوعقوا على العدوّ الكافر «٤»