قمران في النادي، رفيعا محتد ... في المجد فرعا سودد متخيّر «١»
وقالت الخنساء ترثي أخاها صخر بن الشريد:
أقذى بعينك أم بالعين عوّار ... أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدّار
كأنّ دمعي لذكراه إذا خطرت ... فيض يسيل على الخدّين مدرار
فالعين تبكي على صخر وحقّ لها ... ودونه من جديد الأرض أستار
بكاء والهة ضلّت أليفتها ... لها حنينان إصغار وإكبار «٢»
ترعى إذا نسيت حتى إذا ادّكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
وإنّ صخرا لتأتمّ الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار «٣»
حامي الحقيقة، محمود الخليقة، مهديّ الطريقة، نفّاع وضرّار وقالت أيضا:
ألا ما لعيني، ألا مالها ... لقد أخضل الدّمع سربالها
أمن بعد صخر من ال الشريد حلّت به الأرض أثقالها
فآليت آسى على هالك ... وأسأل باكية مالها
وهمّت بنفسي كلّ الهموم ... فأولى لنفسي أولى لها
سأحمل نفسي على خطة ... فإمّا عليها وإمّا لها
وقالت أيضا:
أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى؟
ألا تبكيان الجريء الجواد ... ألا تبكيان الفتى السّيّدا؟
طويل النّجاد رفيع العما ... د، ساد عشيرته أمردا
يحمّله القوم ما غالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا
جموع الضّيوف إلى بابه ... يرى أفضل الكسب أن يحمدا