بضع عشرة بنتا! فقال الشيخ: أما السنة فوددت والله أن بينكم وبين السماء صفيحة من حديد؛ وأما البنات فليت الله أضعفهن لك أضعافا كثيرة، وجعلك بينهن مقطوع اليدين والرجلين ليس لهن كاسب غيرك! قال: فنظر الأعرابي مليا ثم قال: ما أدرى ما أقول لك، ولكني أراك قبيح المنظر، لئيم المخبر؛ فأعضّك الله ببظور أمهات هؤلاء الجلوس حولك.
وسأل أعرابيّ شيخا من الطائف وشكا إليه سنة أصابته، فقال: وددت والله أن الأرض حصّاء لا تنبت شيئا! قال: ذلك أيبس لجعر أمك في استها.
قال: عبيد الله بن زياد بن ظبيان لزرعة بن ضمرة الضمري: إني لو أدركتك يوم الأهواز لقطعت منك طابقا «١» شحيما، قال: أفلا أدلك على طابق شحيم هو أولى بالقطع؟ قال: بلى! قال: البظر الذي بين إسكتي أمك! قال عبد الله بن الزبير لعدي بن حاتم: متى فقئت عينك؟ قال يوم طعنتك في استك وأنت مولّ.
وقال الفرزدق: ما عييت بجواب أحد قطّ ما عييت بجواب امرأة وصبي ونبطي؛ فأما المرأة فإني ذهبت ببغلتي أسقيها في النهر، فإذا معشر نسوة، فلما همزت البغلة حبقت «٢» ؛ فاستضحك النسوة، فقلت لهن: ما أضحككن؟ فوالله ما حملتني أنثى قط إلا فعلت مثلها! فقالت امرأة منهن: فكيف كان ضراط أمك مقبرة، فقد حملتك في بطنها تسعة أشهر! فما وجدت لها جوابا. وأما الصبي، فإني كنت أنشد بجامع البصرة، وفي حلقتي الكميت بن زيد وهو صبي، فأعجبني حسن استماعه، فقلت له:
كيف سمعت يا بنيّ؟ قال لي: حسن! قلت: فسرّك أني أبوك؟ قال: أما أبي فلا أريد به بديلا، ولكن وددت أن تكون أمي! قلت: استرها عليّ يا ابن أخي، فما لقيت مثلها وأما النبطي، فإني لقيت نبطيا بيثرب، فقال لي: أنت الفرزدق؟ قلت: