؛ ... وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ، ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
«١» .
عباد الله؛ إنكم لم تخلقوا عبثا، ولن تتركوا سدى؛ حصّنوا إيمانكم بالأمانة، ودينكم بالورع، وصلاتكم بالزكاة؛ فقد جاء في الخبر أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:«لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ولا صلاة لمن لا زكاة له» . إنكم سفر مجتازون وأنتم عن قريب تنتقلون من دار فناء إلى دار بقاء؛ فسارعوا إلى المغفرة بالتوبة، وإلى الرحمة بالتقوى، وإلى الهدى بالأمانة، فإن الله تعالى ذكره أوجب رحمته للمتقين، ومغفرته للتائبين، وهداه للمنيبين؛ قال الله عز وجل وقوله الحق:
. وإياكم والأماني، فقد غرّت وأوردت وأبقت كثيرا حتى أكذبتهم مناياهم، فتناوشوا «٣» التوبة من مكان بعيد، وحيل بينهم وبين ما يشتهون؛ فأخبركم ربّكم عن المثلات فيهم، وصرّف الآيات، وضرب الأمثال، فرغّب بالوعد وقدّم إليكم الوعيد، وقد رأيتم وقائعه بالقرون الخوالي جيلا فجيلا، وعهدتم الآباء والأبناء والأحبة والعشائر باختطاف الموت إياهم من بيوتكم، ومن بين أظهركم، لا تدفعون عنهم، ولا تحولون دونهم، فزالت عنهم الدنيا، وانقطعت بهم الأسباب، فأسلمتهم إلى أعمالهم عند الموقف والحساب والعقاب لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
«٤» .
إنّ أحسن الحديث وأبلغ الموعظة كتاب الله؛ يقول الله عز وجل: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
«٥» . أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم، بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ