للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العراق، وما علمت بخروج أبي عبد الله ولا بقتله.

أبو الحسن المدائني عن إسحاق عن إسماعيل بن سفيان عن أبي موسى عن الحسن البصري، قال: قتل مع الحسين ستة عشر من أهل بيته، والله ما كان على الأرض يومئذ أهل بيت يشبّهون بهم. وحمل أهل الشام بنات رسول الله صلّى الله عليه وسلم سبايا على أحقاب «١» الإبل. فلما أدخلن على يزيد، قالت فاطمة ابنة الحسين: يا يزيد، أبنات رسول الله صلّى الله عليه وسلم سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، ادخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلن، قالت فاطمة: فدخلت إليهن، فما وجدت فيهن سفيانية إلا متلدّمة «٢» تبكي، وقالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي الحسين ومن أصيب معه:

عيني أبكي بعبرة وعويل ... واندبي إن ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب عليّ ... قد أصيبوا وخمسة لعقيل

ومن حديث أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم، قالت: كان عندي النبي صلّى الله عليه وسلم ومعي الحسين، فدنا من النبي صلّى الله عليه وسلم، فأخذته، فبكى فتركته، فدنا منه، فأخذته، فبكى فتركته؛ فقال له جبريل: أتحبه يا محمد؟ قال: نعم! قال: أما إنّ أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها! فبسط جناحه، فأراه منها، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم.

محمد بن خالد قال: قال إبراهيم النخعي: لو كنت فيمن قتل الحسين ودخلت الجنة لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: لقيت رأس الجالوت «٣» ، فقال: إن بيني وبين داود سبعين أبا، وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي وأوجبوا حفظي؛ وإنه ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ابنه!