مدينة معروفة بوخشمه ... فغادروها فحمة مسخّمه «١»
ثم ارتقوا منها إلى حواضر ... فغادروها مثل أمس الدابر
ثم مضوا والعلج يحتذيهم ... بجيشه يمشي ويقتفيهم
حتى انتهوا منه لوادي ديّ ... ففيه عفّى الرّشد سبل الغيّ
لمّا التقوا بمجمع الجوزين ... واجتمعت كتائب العلجين
من أهل اليون وبنبلونه ... وأهل أرنيط وبرشلونه «٢»
تضافر الكفر مع الإلحاد ... واجتمعوا من سائر البلاد
فاضطربوا في سفح طود عال ... وصففّوا تعبية القتال «٣»
فبادرت إليهم المقدّمه ... سامية في خيلها المسوّمه
وردّها متصل بردّ ... يمدّه بحر عظيم المدّ «٤»
فانهزم العلجان في علاج ... ولبسوا ثوبا من العجاج «٥»
كلاهما ينظر حينا خلفه ... فهو يرى في كلّ وجه حتفه
والبيض في آثارهم والسّمر ... والقتل ماض فيهم والأسر «٦»
فلم يكن للنّاس من براح ... وجاءت الرءوس في الرّماح
فأمر الأمير بالتّقويض ... وأسرع العسكر في النّهوض
فصادفوا الجمهور لمّا هزموا ... وعاينوا قوّادهم تخرّموا «٧»
فدخلوا حديقة للموت ... إذ طمعوا في حصنها بالفوت
فيا لها حديقة ويا لها ... وافت بها نفوسهم آجالها