ليهن الحاسدين بأنّ يحيى ... أسير لا يضيم ويستضام
وأنّ الفضل بعد رداء عزّ ... غدا ورداؤه ذال ولام «١»
فقل للشّامتين بهم جميعا ... لكم أمثالها عام فعام
أمين الله في الفضل بن يحيى ... رضيعك والرّضيع له ذمام
أبا العبّاس، إنّ لكلّ همّ ... وإن طال انقراض وانصرام
أرى سبب الرّضاء له قبول ... على الله الزّيادة والتّمام
وقد آليت فيه بصوم شهر ... فإن تمّ الرّضا وجب الصّيام
وقد آليت معتزما بنذر ... ولي فيما نذرت به اعتزام
بأن لا ذقت بعدكم مداما ... وموتي أن يفارقني المدام
أألهوا بعدكم وأقرّ عينا؟ ... عليّ اللهو بعدكم حرام
وكيف يطيب لي عيش! وفضل ... أسير دونه البلد الشّآم
وجعفر ثاويا بالجسر أبلت ... محاسنه السمائم والقتام «٢»
أمرّ به فيغلبني بكائي ... ولكنّ البكاء له اكتتام
أقول وقمت منتصبا لديه ... إلى أن كاد يفضحني القيام
أما والله لولا خوف واش ... وعين للخليفة لا تنام
لثمنا ركن جذعك واستلمنا ... كما للناس بالحجر استلام
وقال بعض الشعراء يغري هارون ببني برمك:
قل للخليفة باكتفائه ... دون الأنام بحسن رائه
إمّا بدأت بجعفر ... فاسق البرامك من إنائه
ما برمكي بعده ... تقف الظنون على وفائه
إني وقصد البرمكيّ ... إلى انتكاث من شقائه «٣»