أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمّل خفافا، إنني أنا ذلكا «١»
وقال صخر يرثي معاوية، وكان قال له قومه: اهج بني مرة! فقال: ما بيننا أجلّ من القذع [ولو لم أمسك عن سبّهم إلا صيانة للساني عن الخنا «٢» لفعلت! ثم خاف أن يظنّ به عيّ] وأنشأ يقول:
وعاذلة هبّت بليل ... ألا لا تلوميني كفى اللوم ما بيا
تقول ألا تهجو فوارس هاشم ... ومالي أن أهجوهم ثم ماليا
أبى الذّمّ أني قد أصابوا كريمتي ... وأن ليس إهداء الخنا من شماليا
إذا ما امرؤ أهدى لميت تحيّة ... فحياك ربّ الناس عني معاويا
وهوّن وجدي أنني لم أقل له ... كذبت، ولم أبخل عليه بماليا
وذي إخوة قطعت أقران بينهم ... كما تركوني واحدا لا أخاليا «٣»
وقال في قتل دريد:
ولقد دفعت إلى دريد طعنة ... نجلاء توغر مثل غطّ المنخر «٤»
ولقد قتلتكم ثناء وموحدا ... وتركت مرّة مثل أمس الدابر «٥»
قال أبو عبيدة: وأما هاشم بن حرملة فإنه خرج منتجعا فلقيه عمرو بن قيس الجشمي فتبعه وقال: هذا قاتل معاوية، لا وألت نفسي إن وأل «٦» ! فلما نزل هاشم كمن له عمرو بن قيس بين الشجر، حتى إذا دنا منه أرسل عليه معبلة «٧» ففلق قحفه فقتله، وقال في ذلك: