بيض الوجوه غداة الروع تحسبهم ... جنان عبس عليها البيض والزّغف «١»
لمّا التقينا كشفنا عن جماجمنا ... ليعلموا أننا بكر فينصرفوا
قالوا البقيّة والهنديّ يحصدهم ... ولا بقية إلا السيف فانكشفوا
لو أنّ كلّ معدّ كان شاركنا ... في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف
لما أمالوا إلى النشّاب أيديهم ... ملنا ببيض فظلّ الهام يختطف «٢»
إذا عطفنا عليهم عطفة صبرت ... حتى تولت وكاد اليوم ينتصف
بطارق وبنو ملك مرازبة ... من الأعاجم في آذانها النّطف «٣»
من كلّ مرجانة في البحر أحرزها ... تيّارها ووقاها طينها الصدف
كأنما الآل في حافات جمعهم ... والبيض برق بدا في عارض يكف «٤»
ما في الخدود صدود عن سيوفهم ... ولا عن الطّعن في اللبّات منحرف
وقال الأعشى يلوم قيس بن مسعود:
أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... وأنت امرؤ ترجو شبابك وائل
أطورين في عام غزاة ورحلة ... ألا ليت قيسا غرقته القوابل «٥»
لقد كان في شيبان لو كنت عالما ... قباب وحيّ حلة وقنابل
ورجراجة تعشي النواظر فحمة ... وجرد على أكتافهنّ الرّواحل «٦»
رحلت ولم تنظر وأنت عميدهم ... فلا يبلغنّي عنك ما أنت فاعل
فعرّيت من أهل ومال جمعته ... كما عريت مما تمرّ المغازل
شفى النفس قتلى لم توسّد خدودها ... وسادا ولم تعضض عليها الأنامل
بعينيك يوم الحنو إذ صبّحتهم ... كتائب موت، لم تعقها العواذل