للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنهم زوّجوني من بناتهم ... وأن لي كل يوم ألف دينار

ومن أخبث الهجاء من غير إقذاع «١» :

بلاد نأى عني الصّديق وسبّني ... بها عنزيّ ثم لم أتكلّم

وقال عبيد:

يا أبا جعفر كتبتك سمحا ... فاستطال المداد فالميم لام

لا تلمني على الهجاء فلم يه ... جك إلا المداد والأقلام «٢»

وقال سليمان بن أبي شيخ: كان أبو سعيد الراني يماري اهل الكوفة ويفضل أهل المدينة، فجاءه رجل من أهل الكوفة وسماه شرشيرا، وقال: كلب في جهنم يسمى شرشيرا، فقال:

عندي مسائل لا شرشير يعرفها ... إن سيل عنها ولا أصحاب شرشير

وليس يعرف هذا الدّين معرفة ... إلا حنيفيّة كوفيّة الدّور

لا تسألنّ مدينيّا فتكفره ... إلا عن البمّ والمثنى أو الزّير «٣»

فكتب أبو سعيد إلى اهل المدينة: إنكم قد هجيتم فردّوا. فردّ عليه رجل من أهل المدينة يقول:

لقد عجبت لغاو ساقه قدر ... وكل أمر إذا ما حمّ مقدور

قالوا المدينة أرض لا يكون بها ... إلا الغناء وإلا البّم والزّير

لقد كذبت لعمر الله إنّ بها ... قبر النبيّ وخير الناس مقبور

قال: فما انتصر ولا انتصر به، فليته لم يقل شيئا.

وقال مساور الوراق في أهل القياس:

كنّا من الدّين قبل اليوم في سعة ... حتى بلينا بأصحاب المقاييس «٤»