وودّعتني إيماء وما نطقت ... إلا بسبّابة منها وعينين
وجدي كوجدك بل أضعافه فإذا ... عنّي تواريت قاب الرّمح واحيني «١»
وإن سمعت بموتي فاطلبي بدمي ... هواك والبين واستعدي على البين
وقال آخر:
مالت تودّعني والدّمع يغلبها ... كما يميل نسيم الرّيح بالغصن
ثمّ استمرّت وقالت وهي باكية ... يا ليت معرفتي إيّاك لم تكن
وقال آخر:
أنين فاقد إلف أنّ في الغلس ... حتى تضايق منه مخرج النّفس
فكلّما أنّ من شوق أجال يدا ... على فؤاد له بالبين مختلس
وقال آخر:
أمبتكر للبين أم أنت رائح ... وقلبك ملهوف ودمعك سافح
الآن تبكي والنّوى مطمئنة ... فكيف إذا بارحت من لا تبارح
فإنك لم تبرح ولا شطّت النوى ... ولكنّ صبري عن فؤادي نازح «٢»
وقال آخر:
إذا انفتحت قيود البين عنّي ... وقيل أتيح للنّائي سراح
أبت حلقاته إلّا انقفالا ... ويأتي الله والقدر المتاح
ومن لي بالبقاء وكلّ يوم ... لسهم البين في كبدي جراح
وقال محمد بن أبي أمية الكاتب:
يا غريبا يبكي لكلّ غريب ... لم يذق قبلها فراق حبيب
عزّه البين فاستراح إلى الدّم ... ع وفي الدمع راحة للقلوب
ختلته حوادث الدهر حتى ... أقصدته منها بسهم مصيب «٣»