الفتها فاتخذتها وطنا ... لأن قلبي لأهلها وطن
زوّج حيتانها الضباب بها ... فهذه كنّة وذا ختن»
فانظر وفكّر فيما تمرّ به ... إنّ الاريب المفكّر الفطن
من سفن كالنعام مقبلة ... ومن نعام كأنها سفن
وقال الخليل بن أحمد:
يا صاحب القصر نعم القصر والوادي ... بمنزل حاضر إن شئت أو بادي
ترفي به السّفن والظّلمان واقفة ... والنّون والضّبّ والملاح والحادي «٢»
وقال اسماعيل بن ابراهيم الحمدوني:
بروضة صبغت أيدي الربيع لها ... برودها وكستها وشيها عدن
عاجت عليها مطايا الغيث مسبلة ... لهنّ في ضحكات أدمع هتن «٣»
كأنما البين يبكيها ويضحكها ... وصل حباها به من بعده سكن «٤»
فولّدت صفرا أثوابها خضر ... أحشاؤهنّ لاحشإ الندى وطن
من كلّ عسجدة في خدرها اكتتمت ... عذراء في بطنها الياقوت مكتمن
وأنشد عمرو بن بحر الجاحظ:
أين إخواننا على السرّاء ... أين أهل القباب والدّهناء «٥»
جاورونا والأرض ملبسة نو ... ر الاقاحي تجاد بالأنواء «٦»
كلّ يوم بأقحوان جديد ... تضحك الأرض من بكاء السماء