يعتاده كل محفيّ مفارقه ... من الدّهان عليه سحق أمساح
ما يدلفون إلى ماء بآنية ... إلّا اغترافا من الغدران بالرّاح
ثم سكت فغنى زنين:
دع البساتين من آس وتفّاح ... واعدل هديت إلى ذات الأكيراح
واعدل إلى فتية ذابت لحومهم ... من العبادة إلّا نضو أشياح
وخمرة عتّقت في دنّها حقبا ... كأنها دمعة في جفن سيّاح «١»
ثم سكت فغنى دبيس:
لا تحفلنّ بقول اللائم اللّاحي ... واشرب على الورد من مشمولة الراح
كأسا إذا انحدرت في حلق شاربها ... أغناك لألاؤها عن كلّ مصباح
ما زلت أسقي نديمي ثم ألثمه ... والليل ملتحف في ثوب سيّاح
فقام يشدو وقد مالت سوالفه ... يا دير حنّة من ذات الأكيراح
ثم ابتدأ المسدود فغنى:
باحورار العين والدّعج ... واحمرار الخدّ في الضّرج «٢»
وبتفّاح الخدود وما ... ضمّ من مسك ومن أرج
كن رقيق القلب إنك من ... قتل من يهواك في حرج
ثم سكت وغنى زنين:
كسرويّ التّيه معتدل ... هاشميّ الدّلّ والغنج
وله صدغان قد عطفا ... ببياض الخدّ كالسّبح «٣»
وإذا ما افتر مبتسما ... أطلق الاسرى من المهج
ما لما بي من من فرج ... لا ابتلاني الله بالفرج