ولو انّي وردت عذبا فراتا ... عاد لا شكّ فيه ملحا أجاجا
فإلى الله أشتكي وإلى الفضل ... فقد أصبحت بزاتي دجاجا
وقال عمر بن الهدير:
وقفت، فلا أدري إلى أين أذهب ... وأيّ أموري بالعزيمة أركب
عجبت لأقدار عليّ تتابعت ... بنحس فأفنى طول دهري التعجّب
ولما التمست الرّزق فانحلّ حبله ... ولم يصف لي من بحره العذب مشرب
خطبت إلى الإعدام إحدى بناته ... لدقع الغنى إيّاي إذ جئت ومشجب «١»
فأولدتها الحزن النّقي، فما له ... على الارض غيري والد حين ينسب
فلو تهت في البيداء والليل مسبل ... عليّ دياجيه لما لاح كوكب
ولو خفت شرا فاستترت بظلمة ... لأقبل ضوء الشمس من حيث تغرب
ولو جاد إنسان عليّ بدرهم ... لرحت إلى رحلي وفي الكف عقرب «٢»
ولو يمطر الناس الدنانير لم يكن ... بشيء سوى الحصباء رأسي يحصب
ولو لمست كفّاي عقدا منظّما ... من الدّرّ أضحى وهو ودع مثقّب «٣»
وإن يقترف ذنبا ببرقة مذنب ... فإنّ برأسي ذلك الذنب يعصب «٤»
وإن أر خيرا في المنام فنازح ... وإن أر شرّا فهو مني مقرّب
ولم أغد في أمر أريد نجاحه ... فقابلني إلا غراب وأرنب
أمامي من الحرمان جيش عرمرم ... ومنه ورائي جحفل حين أركب!
وقال آخر:
ليس إغلاقي لبابي أنّ لي ... فيه ما أخشى عليه السّرقا
إنما اغلقته كي لا يرى ... سوء حالي من يمرّ الطرقا
منزل أوطنه الفقر فلو ... يدخل السارق فيه سرقا!