إني نعتّ لذيذ عيشي كلّه ... والعيش ليس لذيذه بسواء
ثم اختصصت من اللذيذ وعيشه ... صفة الطعام لشهوة الحلواء
فبدأت بالعسل الشديد بياضه ... شهد تباكره بماء سماء
إني سمعت لقول ربك فيهما ... فجمعت بين مبارك وشفاء
أيام أنت هناك بين عصابة ... حضروا ليوم تنعّم أكفاء
لا ينطقون إذا جلست إليهم ... فيما يكون بلفظة عوراء «١»
متنسمين رياح كلّ هبوبة ... بين النخيل بغرفة فيحاء «٢»
فقعدت ثم دعوت لي بمبذرق ... متشمّر يسعى بغير رداء «٣»
قد لفّ كمّيه على عضلاته ... قلص القميص مشمّر سعّاء
فأتى بخبز كالملاء منقّط ... فبناه فوق أخاون الشّيزاء «٤»
حتى ملاها ثم ترجم عندها ... بالفارسيّة داعيا بوحاء «٥»
فإذا القصاع من الخلنج لديهم ... تبدو جوانبها مع الوصفاء
ارفع وضع وهنا وهاك وههنا ... قصف الملوك ونهمة القرّاء
يؤتون ثمّ بلون كلّ طريفة ... قد خالفته موائد الخلفاء
من كلّ فرنيّ وجدي راضع ... ودجاجة مربوبة عشواء
ومصوص درّاج كثير طيّب ... ونواهض يؤتّى بهنّ شواء «٦»
وثريدة ملمومة قد سقّفت ... من فوقها بأطايب الأعضاء
وتزيّنت بتوابل معلومة ... وخبيّصات كالجمان نقاء
هذا الثّريد وما سواه تعلّل ... ذهب الثريد بنهمتي وهوائي
ولقد كلفت بنعت جدي راضع ... قد صنته شهرين بين رعاء