للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيما، وخطرا جسيما، فيه شرف الحياة، وفضيلة الوفاة، للناس كافة، ولرهطك عامة، ولنفسك خاصة.

قال عبد المطلب: مثلك أيها الملك من برّ وسرّ وبشّر، ما هو؟ فداك أهل الوبر، زمرا بعد زمر.

قال ابن ذي يزن: إذا ولد مولود بتهامة، بين كتفيه شامة، كانت له الإمامة، إلى يوم القيامة.

قال عبد المطلب: أبيت اللعن، لقد أبت بخير ما آب به أحد؛ فلولا إجلال الملك لسألته أن يزيدني في البشارة ما أزداد به سرورا.

قال ابن ذي يزن: هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد، يموت أبوه وأمه، ويكفله جدّه وعمه؛ قد وجدناه مرارا، والله باعثه جهارا، وجاعل له منّا أنصارا، يعزّ بهم أولياءه، ويذلّ بهم أعداءه، ويفتتح كرائم الأرض، ويضرب بهم الناس عن عرض «١»

؛ يخمد النّيران، ويكسر الأوثان، ويعبد الرحمن، قوله حكم وفصل؛ وأمره حزم وعدل، يأمر بالمعروف ويفعله، وينهى عن المنكر ويبطله.

فقال عبد المطلب: طال عمرك، ودام ملكك، وعلا جدّك، وعز فخرك؛ فهل الملك يسرّني بأن يوضح فيه بعض الإيضاح؟

فقال ابن ذي يزن: والبيت ذي الطّنب، والعلامات والنّصب، إنك يا عبد المطلب، لجدّه من غير كذب. فخرّ عبد المطلب ساجدا.

قال ابن ذي يزن: ارفع رأسك؛ ثلج صدرك، وعلا أمرك؛ فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك؟

قال عبد المطلب: أيها الملك، كان لي ابن كنت له محبا، وعليه حدبا مشفقا،