للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها وهي شربة واحدة «١» ، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء- قال ابن إسحاق: الأصواء أعلام القبور- ومن مصارعكم، فتنظرون إليه وينظر إليكم.

قال: قلت: يا رسول الله، وكيف، نحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟

قال: أنبئك بمثل ذلك في إلّ الله: الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتروه من أن تروهما ويرياكم، لا تضارون في رؤيتهما.

قال: قلت: يا رسول الله، فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟

قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفي عليه منكم خافية، فيأخذ ربك بيده غرفة من الماء، فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك ما تخطيء وجه أحدكم منها قطرة. فأما المسلم فتدع وجهه مثل الرّيطة «٢» البيضاء، وأما الكافر فتخطمه «٣» بمثل الحمم «٤» الأسود. ثم ينصرف نبيّكم ويتفرق على أثره الصالحون. قال: فتسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر يقول: حس! يقول ربك: أو إنّه؟ فتطّلعون على حوض الرسول لا يظمأ والله ناهله، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وضع عليها قدح يطهره من الطّوف «٥» والبول والأذى، وتحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحدا.

قال: قلت: يا رسول الله، فبم نبصر يومئذ؟