أهابك أن أبوح بذات نفسي ... وتركي للعتاب من العتاب
وقال أشجع بن عمرو في هيبة السلطان:
منعت مهابتك النّفوس حديثها ... بالشّيء تكرهه وإن لم تعلم
ومن الولاة مفخّم لا يتّقى ... والسّيف تقطر شفرتاه من الدّم
وقال أيضا لهرون الرشيد:
وعلى عدوّك يا بن عمّ محمّد ... رصدان: ضوء الصّبح والإضلام
فإذا تنبّه رعته، وإذا غفا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام «١»
وقال الحسن بن هانيء في الهيبة فأفرط:
ملك تصوّر في القلوب مثاله ... فكأنّه لم يخل منه مكان
ما تنطوي عنه القلوب بفجرة ... إلّا يكلّمه بها الّلحظان «٢»
حتى الّذي في الرّحم لم يك صورة ... لفؤاده من خوفه خفقان
فمجاز هذا البيت في إفراطه أن الرجل إذا خاف شيئا أو أحبّه أحبه بسمعه وبصره وشعره وبشره ولحمه ودمه وجميع أعضائه، فالنّطف التي في الأصلاب داخلة في هذه الجملة.
قال الشاعر:
ألا ترثي لمكتئب ... يحبّك لحمه ودمه
وقال المكفوف في آل محمد:
أحبّكم حبّا على الله أجره ... تضمّنه الأحشاء واللحم والدم
ومثل هذا قول الحسن بن هانيء:
وأخفت أهل الشرك حتى إنّه ... لتخافك النّطف التي لم تخلق