للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا كان دوني من بليت بجهله ... أبيت لنفسي أن تقارع بالجهل

وإن كان مثلي ثم جاء بزلّة ... هويت لصفحي أن يضاف إلى العدل

وإن كنت أدنى منه قدرا ومنصبا ... عرفت له حقّ التقدّم والفضل

وفي مثله قال بعض الشعراء:

سألزم نفسي الصفح عن كلّ مذنب ... وإن كثرت منه إليّ الجرائم

وما الناس إلّا واحد من ثلاثة ... شريف ومشروف ومثل مقاوم

فأما الذي فوقي فأعرف فضله ... وأتبع فيه الحقّ والحقّ قائم

وأما الذي دوني فإن قال صنت عن ... إجابته نفسي وإن لام لائم

وأما الذي مثلي فإن زلّ أو هفا ... تفضّلت إن الفضل للحرّ لازم

ولأصرم بن قيس، ويقال إنها لعلي عليه السلام:

أصمّ عن الكلم المحفظات ... وأحلم والحلم بي أشبه «١»

وإنّي لأترك جلّ الكلام ... لئلا أجاب بما أكره

إذا ما اجتررت سفاه السفيه ... عليّ فإنّي أنا الأسفه

فلا تغترر برواء الرجال ... وما زحزحوا لك أو موّهوا «٢»

فكم من فتى يعجب الناظرين ... له ألسن وله أوجه

ينام إذا حضر المكرمات ... وعند الدناءة يستنبه

وللحسن بن رجاء:

أحبّ مكارم الأخلاق جهدي ... وأكره أن أجيب وأن أجابا

وأصفح عن سباب الناس حلما ... وشرّ الناس من يهوى السّبابا

ومن هاب الرجال تهيّبوه ... ومن حقر الرجال فلن يهابا

ومن قضت الرجال له حقوقا ... ولم يقض الحقوق فما أصابا