للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من عباده، أشعر قلبه الأسف على ما لم يقدر له، وأغاره «١» الكلف بما لم يكن ليناله.

أنشدني فتى بالرملة:

اصبر على حسد الحسود ... فإنّ صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله

وقال عبد الملك بن مروان للحجاج: إنه ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه، فصف لي عيوبك. قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لست أفعل. قال: أنا لحوح، لدود، حقود، حسود. قال: ما في إبليس شرّ من هذا.

وقال المنصور لسليمان بن معاوية المهلّبي: ما أسرع حسد الناس إلى قومك! فقال:

يا أمير المؤمنين:

إنّ العرانين تلقاها محسّدة ... ولا ترى للئام الناس حسّادا «٢»

وأنشد أبو موسى لنصر بن سيار:

إنّي نشأت وحسّادي ذوو عدد ... ياذا المعارج لا تنقص لهم عددا «٣»

إن تحسدوني على حسن البلاء بهم ... فمثل حسن بلائي جرّ لي حسدا

وقال آخر:

إن يحسدوني فإنّي غير لائمهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام لي ولهم ما بي وما بهم ... ومات أكثرنا غيظا بما يجد

وقال آخر:

إنّ الغراب وكان يمشي مشية ... فيما مضى من سالف الأحوال

حسد القطاة فرام يمشي مشيها ... فأصابه ضرب من العقّال

فأضلّ مشيته وأخطأ مشيها ... فلذاك كنّوه أبا مرقال