حتى يعود بنا في قعر مظلمة ... لحد ويلبسنا في واحد كفنا
يا أطيب الناس روحا ضمّه بدن ... أستودع الله ذاك الروح والبدنا
لو كنت أعطى به الدّنيا معاوضة ... منه لما كانت الدنيا له ثمنا
وقال أبو ذؤيب الهذلي، وكان له أولاد سبعة فماتوا كلهم إلا طفلا، فقال يرثيهم:
أمن المنون وريبه تتوجّع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع «١»
قالت أمامة ما لجسمك شاحبا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع
أم ما لجسمك لا يلائم مضجعا ... إلّا أقضّ عليك ذاك المضجع «٢»
فأجبتها أن ما لجسمي إنه ... أودى بنيّ من البلاد فودّعوا
أودى بنيّ وأعقبوني حسرة ... بعد الرّقاد وعبرة ما تقلع
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع «٣»
فبقيت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... وإذا المنيّة أقبلت لا تدفع
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عورا تدمع «٤»
حتى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشرّق كلّ يوم تقرع «٥»
وتجلّدي للشّامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وقال في الطفل الذي بقي له:
والنفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع
وقال الأصمعي: هذا أبدع بيت قالته العرب.
وقال أعرابيّ يرثي بنيه: