هلا أتته أعاديه مجاهرة ... والحرب تسعر والأبطال تجتلد
فخرّ فوق سرير الملك منجدلا ... لم يحمه ملكه لمّا انقضى الأمد
قد كان أنصاره يحمون حوزته ... وللرّدى دون أرصاد الفتي رصد
وأصبح الناس فوضى يعجبون له ... ليثا صريعا تنزّى «١» حوله النقد «٢»
علتك أسياف من لا دونه أحد ... وليس فوقك إلّا الواحد الضّمد
جاءوا لدنيا عظيم يسعدون بها ... فقد شقوا بالذي جاؤا وما سعدوا
ضجت نساؤك بعد العز حين رأت ... خداّ كريما عليه قارت جسد «٣»
أضحى شهيد بني العباس موعظة ... لكلّ ذي عزّة في رأسه صيد «٤»
خليفة لم ينل ما ناله أحد ... ولم يصغ مثله روح ولا جسد
كم في أديمك من فوهاء هادرة ... من الجوائف يغلي فوقها الزّبد «٥»
إذا بكيت فإنّ الدمع منهمل ... وإن ونيت فإنّ القول مطّرد
قد كنت أسرف في مالي ويخلف لي ... فعلّمتني الليالي كيف أقتصد
لما اعتقدتم أناسا لا حلوم لهم ... ضعتم وضيّعتم من كان يعتقد
فلو جعلتم على الأحرار نعمتكم ... حمتكم السادة المركوزة الحشد
قوم هم الجذم والأنساب تجمعكم ... والمجد والدين والأرحام والبلد
قد وتّر الناس طراّ ثم قد صمتوا ... كأنما كان ما يتلونه رشد
إذا قريش أرادوا شدّ ملكهم ... بغير قحطان لم يبرح به أود
من الألى وهبوا للمجد أنفسهم ... فما ينالون ما نالوا إذا حمدوا
وقال آخر:
وفتى كأنّ جبينه بدر الدّجا ... قامت عليه نوادب وروامس