للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبكك خامل ناداك لمّا ... تواكله الأقارب والبعيد

ويبكك شاعر لم يبق دهر ... له نشأ وقد كسد القصيد

تركت المشرفية والعوالي ... محلّاة وقد حان الورود «١»

وغادرت الجياد بكلّ لغز ... عواطل بعد زينتها ترود «٢»

فإن تصبح مسلّمة فمّما ... تفيد بها الجزيل وتستفيد

ألم تك تكشف الغمرات عنها ... عوابس والوجوه البيض سود

أصيب المجد والإسلام لما ... أصابك بالردى سهم شديد

لقد عزّى ربيعة أنّ يوما ... عليها مثل يومك لا يعود

ومثلك من قصدن له المنايا ... بأسهمها وهنّ له جنود

فيا للدهر ما صنعت يداه ... كأنّ الدهر منها مستفيد

سقى جدثا أقام به يزيد ... من الوسميّ بسّام رعود

فإن أجزع لمهلكه فاني ... على النّكبات إذ أودى جليد

ليذهب من أراد فلست آسى ... على من مات بعدك يا يزيد

وقال مروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة:

زار ابن زائدة المقابر بعد ما ... ألقت إليه عرى الأمور نزار

إن القبائل من نزار أصبحت ... وقلوبها أسفا عليه حرار

ودّت ربيعة أنها قسمت له ... منها فعاش بشطرها الأعمار

فلأبكينّ فتى ربيعة ما دجا ... ليل بظلمته ولاح نهار

لا زال قبر أبي الوليد تجوده ... بعهادها وبوبلها الأمطار

قبر يضم مع الشجاعة والنّدى ... حلما يخالطه تقى ووقار

إن الرزيّة من ربيعة هالك ... ترك العيون دموعهنّ غزار

رحب السّرادق والضّياء جبينه ... كالبدر شقّ ضياءه الإسفار