للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشأنِ، ولد سنة أربع ومائتين، وطلب علم الحديث صغيرًا، وسمِعَ من مشايخ البخاري وغيرهم، وروى عنه أئمةٌ من كبارِ عصرِهِ وحفَّاظهِ، وألَّفَ المؤلفاتِ النافعةَ، وأنفعُها صحيحُهُ الذي فاقَ بحسنِ ترتيبِهِ، وحُسنِ سياقِهِ، وبديعِ طريقَتِهِ وحاز نفائِسَ التحقيق.

وللعلماءِ في المفاضلةِ بينهُ وبينَ صحيحِ البخاريِّ خلافٌ، وأنصفَ بعضُ العلماءِ في قولهِ:

تشاجَرَ قومٌ في البخاريِّ ومُسلمٍ … إليَّ وقالوا: أيُّ ذَيْنِ تُقَدِّمُ؟

فقلتُ: لَقَدْ فاقَ البخاريُّ صِحَّةً … كما فاقَ في حُسْنِ الصناعَةِ مُسلمُ

وكانت وفاتُهُ عشيَّةَ الأحَدِ لأربعِ بقينَ من شهر رجبَ سنةَ إحدى وستينَ ومائتينِ، ودُفنَ يومَ الاثنينِ بنيسابورَ، وقبرُهُ بها مشهورٌ مَزورٌ.

[ترجمة أبي داود]

(وَأَبو دَاوُدَ) (١) هو سليمانُ بنُ الأشعثِ السجستاني، مولدُهُ سنةَ اثنتينِ ومائتينِ، سمعَ الحديثَ من أحمدَ، والقَعْنَبِي، وسليمانَ بن حربٍ، وغيرِهم، وعنهُ خلائقُ كالترمذي والنسائي. وقال: كتبتُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسمائَةِ ألفِ حديثٍ، انتخبتُ منها ما تضمَّنَهُ كتابُ "السننِ" وأحاديثُهُ أربعةُ آلافِ حديثٍ وثمانمائة ليسَ فيها حديثٌ أجمع الناسُ على تركه.

روى سننَهُ ببغدادَ وأخذَها أهلُها عنهُ، وعرضَها على أحمدَ فاستجَاده واستحسنه.

قالَ الخطابي: هي أحسنُ وضعًا وأكثَرُ فقهًا مِنَ الصحيحين، وقالَ


= (٢/ ٥٨٨ - ٥٩٠ رقم ٦١٣)، و"تهذيب الأسماء واللغات" (٢/ ٨٩ - ٩٢ رقم ١٣١)، و"معجم المؤلفين" (١٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣).
(١) انظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" (٤/ ١٠١ - ١٠٢ رقم ٤٥٦)، و"معجم المؤلفين" (٤/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، و"تاريخ بغداد" (٩/ ٥٥ - ٥٩ رقم ٤٦٣٨)، و"المنتظم" (٥/ ٩٧ - ٩٨ رقم ٢١٩)، و"طبقات الحنابلة" (١/ ١٥٩ - ١٦٢ رقم ٢١٦)، و"تذكرة الحفاظ" (٢/ ٥٩١ - ٥٩٣ رقم ٦١٥).