للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدارقطنيِّ (١) والحاكم (٢)، ومنْ حديثِ عبدِ اللَّهِ بن زيدٍ وفيهِ: (أنهُ - صلى الله عليه وسلم - مسحَ أذُنيهِ بماءٍ غيرِ الماءِ الذي مسحَ بهِ رأسَهُ)، وسيأتي (٣).

وقالَ فيهِ البيهقيُّ: هذا إسنادٌ صحيحٌ، وإنْ كانَ قدْ تعقَّبهُ ابن دقيقِ العيدِ، وقالَ: الذي في ذلكَ الحديثِ: (وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ)، ولم يذكرِ الأذنينِ، وأَيَّدهُ المصنفُ بأنهُ عندَ ابن حبانَ (٤)، والترمذيَّ (٥) كذلكَ.

واخْتَلَفَ العلماءُ: هلْ يُؤْخَذُ للأذنينِ ماءٌ جديدٌ، أوْ يُمْسَحَانِ ببقيةِ ما مُسِحَ بهِ الرأسُ؟ والأحاديثُ قدْ وردتْ بهذَا وهذَا، ويأتي الكلامُ عليه قريبًا.

[الاستنثار عند الاستيقاظ من النوم]

٦/ ٣٤ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاثًا، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ)، مُتَّفَقٌ عَلَيْه (٦). [صحيح]

(وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -[قَالَ] (٧): قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا استيقظَ أحدُكُم منْ


= وحديث عبد الله بن زيد أصحُّ من هذا وأَجْوَدُ إسنادًا.
وقال أحمد شاكر: حديث الربيع حديث صحيح، وإنما اقتصر الترمذي على تحسينه ذهابًا منه إلى أنه يعارض حديث عبد الله بن زيد، ولكنهما عن حادثتين مختلفتين، فلا تعارض بينهما حتى يحتاج إلى الترجيح، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبدأ بمقدَّم الرأس، وكان يبدأ بمؤخَّره، وكلٌ جائز.
وأما الشارح العلامة المباكفوري - رَحَمْه اللَّهُ - فإنه فهم أن الترمذي حسَّنه؛ للخلاف في عبد الله بن محمد بن عقيل، وليس كذلك؛ لأن ابن عقيل ثقة.
(١) في (السنن) (١/ ١٠٦) رقم (٥١، ٥٢).
(٢) في (المستدرك) (١/ ١٥٠).
(٣) رقم الحديث (١١/ ٣٩).
(٤) في (صحيحه) (٢/ ٢٠٧) رقم (١٠٨٢).
(٥) في (السنن) (١/ ٥٠) رقم (٣٥) من حديث عبد الله بن زيد. وقال: حديث حسن صحيح.
قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ٤١)، وأبو داود (١/ ٨٧) رقم (١٢٠)، والبيهقي (١/ ٦٥)، وابن خزيمة (١/ ٧٩) رقم (٥٤)، ومسلم (رقم (١٩/ ٢٣٦).
(٦) البخاري (رقم (٣٢٩٥)، ومسلم (رقم (٢٣/ ٢٣٨)، قلت: وأخرجه النسائي (١/ ٦٧) رقم (٩٠)، والبيهقي (١/ ٤٩).
(٧) زيادة من النسخة (ب).