للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[ترجمة تميم الداري]

(وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه-) هوَ أبو رُقَيَّةَ تميمُ بنُ أوسِ بنِ خارجةَ، نُسِبَ إلى جَدِّهِ دارٍ، ويقالُ الديريُّ نسبةً إلى ديرٍ كانَ فيهِ قبلَ الإسلامِ، وكانَ نصرانيًا، وليسَ في الصحيحينِ والموطأِ داريٌّ ولا ديريٌّ إلا تميمٌ، أسلمَ سنةَ تسعٍ، كانَ يختمُ القرآنَ في رَكعةٍ، وكانَ ربما ردَّدَ الآيةَ الواحدةَ الليلَ كلَّه إلى الصباحِ (١)، سكنَ المدينةَ ثمَّ انتقلَ منْها إلى الشامِ، ورَوَى عنهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في خطبته قصةَ الجسَّاسةِ والدجالِ (٢)، وهي مَنْقَبةٌ لهُ وهي داخلةٌ في روايةِ الأكابرِ عنِ الأصاغرِ، وليسَ لهُ في صحيحِ مسلمٍ إلا هذا الحديثُ وليسَ لهُ في البخاري شيءٌ (قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلَاثًا) أي قَالَها ثلاثًا (قُلْنَا: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟) أي مَنْ يستحقُّها (قَالَ: للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ). هذا [الحديثُ] (٣) جليلٌ. قالَ العلماءُ: إنهُ أحدُ الأحاديثِ الأربعةِ التي يدورُ عليها الإسلامُ. قالَ النوويُّ (٤): ليسَ الأمرُ كما قالُوه بلْ عليهِ مدارُ الإسلامِ، قالَ الخطابيُّ (٥): النصيحةُ كلمةٌ جامعةٌ معناها حيازةُ الحظِ للمنصوحِ لهُ، ومعنَى الإخبارِ عنِ الدينِ بها أن عماد الدين وقوامُه النصحيةُ. قالُوا: والنصحُ للَّهِ الإيمانُ بهِ ونفيُ الشريك عنهُ، وتركُ الإلحادِ في صفاتِه، ووصْفِه تعالى بصفاتِ الكمالِ والجلالِ كلِّها، وتنزيههِ تعالَى عنْ جميعِ أنواعِ النقائصِ، [وتقديسه تعالى عن الشر وإرادته] (٦)، والقيامِ بطاعتهِ، واجتنابِ معاصيهِ، والحبِّ فيهِ، والبعضِ فيهِ، وموالاةِ مَنْ أطاعَهُ، ومعاداةِ منْ عصاهُ، وغيرِ ذلِكَ مما يجبُ


(١) ذكر ابن حجر في "الإصابة" (١/ ٤٨٨) وقال: كان كثير التهجُّد قام ليلة بآية حتى أصبح وهي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ … } [الجاثية: ٢١].
وقال: رواه البغوي في "الجعديات" بإسناد صحيح إلى مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم! فذكره.
(٢) أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١١٩/ ٢٩٤٢).
(٣) في (أ): "حديث".
(٤) انظر: "صحيح مسلم شرح النووي" (٢/ ٣٧).
(٥) ذكره النووي في "شرح مسلم" (٢/ ٣٧ - ٣٨).
(٦) زيادة من (أ).