للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كانَ في إسنادِهِ مقالٌ، إلَّا أنهُ ذكرَ الهيثميُّ في "مجمعِ الزوائدِ" (١) منْ حديثِ عبدِ اللَّهِ بن عمرَ أنهُ قالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمسُّ القرآنَ إلَّا طاهرٌ".

قال الهيثميُّ: رجالهُ موثقونَ. وذكرَ لهُ شاهدين (٢)، ولكنهُ يبقَى النظرُ في المرادِ من الطاهرِ، فإنهُ لفظٌ مشتركٌ يُطْلَقُ على الطاهرِ من الحدثِ الأكبرِ، والطاهرِ منَ الحدثِ الأصغرِ، ويطلقُ على المؤمنِ، وعلى مَنْ ليسَ على بدنهِ نجاسةٌ، ولا بدَّ لحملهِ على [معنى] (٣) معيَّنٍ من قرينةٍ.

وأما قولُهُ تَعَالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (٤)، فالأوضحُ أن الضميرَ للكتابِ المكنونِ الذي سبقَ ذكرُهُ في صدرِ الآيةِ، وأنَّ "المطَهَّرون" همُ الملائكةُ.

[ذكر الله على كل حال]

١٢/ ٧٢ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.


(١) (١/ ٢٧٦).
قلت: وحديث عبد الله بن عمر أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ٣١٣ رقم ١٣٢١٧)، وفي "الصغير" (٢/ ٢٧٧ رقم ١١٦٢)، والدارقطني (١/ ١٢١ رقم ٣)، والبيهقي (١/ ٨٨)، واللالكائي في "أصول اعتقاد أهل السنة" (٢/ ٣٤٤ رقم ٥٧٣)، وأورده الهيثمي في "المجمع" (١/ ٢٧٦) وقال: (رواه الطبراني في "الكبير" و"الصغير" ورجاله موثقون). وقال ابن حجر في "التلخيص" (١/ ١٣١): "وإسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أن أحمد احتج به".
وقال الطبراني: "لم يروه عن سليمان إلا ابن جريج ولا عنه إلا أبو عاصم، تفرَّد به سعيد بن محمد".
قلت: سعيد بن محمد مجهول الحال، ترجم له الخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٩٤) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وكذلك ابن ماكولا في "الإكمال" (١/ ٥٦٢)، وبقية رجال الإسناد ثقات غير أن ابن جريج مدلس وقد عنعنه.
(٢) الأول: حديث حكيم بن حزام تقدم تخريجه آنفًا.
والثاني: حديث عثمان بن أبي العاص: أخرجه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٣٣ رقم ٨٣٣٦)، وأورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٧٤).
وقال: "فيه إسماعيل بن رافع" ضعفه ابن معين والنسائي، وقال البخاري: ثقة مقارب الحديث.
(٣) زيادة من (أ).
(٤) سورة الواقعة: الآية ٧٩. وانظر: تفسير ابن الجوزي "زاد المسير" (٨/ ١٥٢)، و"تفسير ابن كثير" (٤/ ٣١٩ - ٣٢٠).