للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدِّمة المؤلف

الحمدُ للَّهِ الذي منَّ علينا ببلوغِ المرام من خدمةِ السنةِ النبويةِ، وتفضَّل علينَا بتيسيرِ الوصولِ إلى مطالبها العلية، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله شهادةً تُنَزلُ قائلَها الغرفَ الأخروية، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه الذي باتِّباعه يُرجى الفوزُ بالمواهبِ اللَّدُنِّية، صلَّى الله عليه وسلَّم وعلى آله الذين حُبُّهم ذخائرُ العقبى، وهم خير البريةِ (وبعدُ): فهذا شرحٌ لطيفٌ على بلوغِ المرامِ.

تأليفُ الشيخِ العلامةِ القاضي شيخِ الإسلام أحمدَ بن علي بن حجر أحلَّه اللَّهُ دارَ السلامِ، اختصرتُه من شرحِ القاضي العلامةِ شرفِ الدينِ: الحسين بن محمدٍ المغربي (١)، أعلى الله درجاتِه في عليينَ، مقتصرًا على حلّ ألفاظهِ وبيانِ


(١) هو: الحسينُ بن محمد بن سعيدِ بن عيسى اللَّاعي، نسبة إلى بلاد لاعة من أعمال بلاد كوكبان، المعروفُ بالمغربي، قاضي صنعاء وعَالِمُها ومحدِّثُها، جَدُّ شيخِنَا الحسن بن إسماعيلَ بن الحسينِ. ولدَ سنة ثمان وأربعين وألف (١٠٤٨ هـ)، وأخذَ العلمَ عن السيدِ عز الدين العبالي، وعبدِ الرحمن بن محمد الحيمي، وعلي بن يحيى البرطي، وغيرهم.
وَبَرعَ في عِدَّةِ علومٍ، وأخذَ عنه جماعة من العلماء: كالسيد عبد اللَّهِ بن علي الوزير، وغيره.
وتولى القضاءَ للإمام المهدي: أحمدِ بن الحسنِ. واستمرَّ قاضيًا إلى أيام الإمامِ المهدي: محمدٍ بن أحمد.
وهو مصنف "البدر التمام شرح بلوغ المرام"، وهو شرحٌ حافلٌ نَقَلَ ما في التلخيصِ منَ الكلام على متونِ الأحاديثِ وأسانيدِهَا، ثم إذا كان الحديثُ في البخاري نقلَ شرحَهُ من "فتحِ الباري"، وإذا كان في "صحيح مسلم" نقلَ شرحَهُ من "شرح النووي"، وتارة ينقلُ مِنْ "شرح السننِ" لابنِ رسلان. ولكنَّهُ لا ينسبُ هذه الأقوالَ إلىَ أهلِهَا غالبًا مع كونِهِ يسوقُها باللفظِ، وينقل الخلافات مِنَ "البحر الزخار" للإمام المهدي: أحمد بن يحيى، وفي بعضِ الأقوال من: "نهاية ابن رشدٍ"، ويتركُ التَّعرضَ للترجيح في غالب الحالات،=