للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الزمان، ومنْ يأتي منَ العبادِ المحتاجينَ إلى معرفةِ الأحكامِ معَ عجْزِهِمْ عن البحثِ، فإنْهم أتعبُوا القرائحَ، وخرَّجُوا التخاريجَ، وقدَّرُوا التقاديرَ. والأعمالُ بالنياتِ.

قلتُ: لا يَخْفَى أنْ تخريجَ التخريج، وتقديرَ التقاديرِ ليسَ منَ العلمِ المحمودِ، لأنَّ غالبها أقوالٌ خرجتْ منْ أقوالِ المجتهدينَ، وليست أقوالًا لهمْ ولا أقوالًا لمنْ يخرجُها، ولا احتياجَ إليها. والعملُ بها مشكلٌ؛ إذْ ليستْ لقائلٍ؛ إذِ القائلُ بها ليسَ [بمجتهدٍ] (١) ضرورةً فلا يقلدُ لأنهُ إنَّما يقتَدُ مجتهدٌ عدلٌ، والفرضُ أن المخرجينَ ليسُوا مجتهدينَ. وأما تقديرُ التقاديرِ فإنهُ قسمٌ منَ التخاريجِ إذْ غالبُ ما يقدرُ أنهُ يجابُ عنهُ بأقوالِ المخرجينِ. وفي كلامِ عليٍّ - عليه السلام -: العلمُ نقطةٌ [كثَّرها] (٢) الجُهَّالُ. بل هذهِ الموضوعاتُ في التخاريجِ كانتْ مضرَّةً للنظر في الكتاب والسنةِ؛ إذْ شغلتِ الناظرين عن النظرِ فيهمَا، [ونيلِ] (٣) بركتِهمَا، فقطعُوا الأَعمارَ في تقريرِ تلكَ التخاريج. وقد أشبعَ الكلامَ على ذلكَ، وعلى ذمِّ الاشتغالِ بهِ طوائفُ منْ أئمة التحقيقِ، وإنْ كانَ الاشتغالُ بها قدْ عمَّ كل فريقٍ.

[النهي عن كثرة الأكل]

٩/ ١٣٩٤ - وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًا مِنْ بَطْنِهِ"، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (٤) وَحَسَّنَهُ. [صحيح]

(وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيَكرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا مَلأ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ)، وأخرجَهُ ابنُ حِبَّانَ (٥) في صحيحهِ، وتمامُه: "بحسب ابن آدمَ أكلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإنْ كانَ فاعلًا لا محالةَ (وفي لفظِ ابن ماجهْ) (٦):


(١) في (أ): "مجتهد".
(٢) في (أ): "كثره".
(٣) في (أ): "ونقل".
(٤) في "السنن" رقم (٢٣٨٠) وقال: حسن صحيح.
(٥) رقم (٥٢٣٦).
(٦) في "السنن" رقم (٣٣٤٩).
قلت: وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ١٢١)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٢٧٢ - ٢٧٣ رقم ٦٤٤، ٦٤٥)، وأحمد (٤/ ١٣٢)، وابن المبارك في "الزهد" رقم (٦٠٣)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (٤٠٤٨)، والقضاعي في "مسند الشهاب" رقم (١٣٤٠) و (١٣٤١) من طرق …