للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[عمروِ] (١) بنُ ثعلبةَ الأنصاري الخزرجيِّ البدريِّ، شهدَ العقبةَ الثانيةَ وهوَ صغيرٌ، ولمْ يشهدْ بدرًا وإنما نزلَ بهِ فنسبَ إليهِ. سكنَ الكوفةَ وماتَ بها في خلافةِ أميرِ المؤمنينَ عليٍّ - عليه السلام - (قَالَ: قَالَ بَشَيرُ بْنُ سَعْدٍ) (٢).

[ترجمة بشير بن سعد الأنصاري]

هوَ أبو النعمانِ بشيرُ بنُ سعد بن ثعلبةَ الأنصاريِّ الخزرجيِّ والدُ النعمانِ بن بشيرٍ، شهدَ العقبةَ وما بعدَها (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عليك) يريدُ في قولِهِ تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٣)، (فَكَيْفَ نُصَلِّيِ عَلَيْكَ؟ فَسَكَتَ) أي رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وعندَ أحمدَ (٤) ومسلمٍ (٥) زيادةٌ: "حتَّى تمنيْنَا أنهُ لمْ يسأَلْهُ"، (ثُمَّ قالَ: قُولُوا: اللَّهُمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَي مُحَمَّدٍ وَعَلَي آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ في الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). الحميدُ صيغةُ مبالغةٍ فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، يستوي فيهِ المذكرُ والمؤنثُ، أي: إنكَ محمودٌ بمحامدِكَ اللائقهِ بعظمةِ شأنكَ، وهوَ تعليلٌ لطلبِ الصلاةِ، أي: لأنكَ محمودٌ ومنْ محامدِكَ إفاضتُكَ أنواعَ العناياتِ وزيادةِ البركاتِ على نبيِّكَ الذي تقربَ إليكَ بامتثالِ ما أهَّلْتَهُ لهُ من أداءِ الرسالةِ، ويحتملُ أنَّ حميدًا بمعنَى حامدٍ، أي: إنكِ حامدٌ مَنْ يستحقُّ أنْ يُحْمَدَ، ومحمدٌ منْ أحقِّ عبادكَ بحمدِكَ، وقَبولِ دعاءِ مَنْ يدعو لهُ ولآلهِ، وهذَا أنسبُ بالمقامِ. (مجيدٌ) مبالغةُ ماجدِ، والمجدُ الشرفُ (وَالسّلَامُ كَمَا عَلِمْتُمْ) بالبناءِ للمجهولِ وتشديدِ اللامِ، وفيهِ روايةٌ بالبناءِ للمعلومِ، وتخفيف اللَّامِ (رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَزَادَ ابْنُ خزَيْمَةَ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ إِذَا نَحْنُ صَلَّيْنَا عَلَيْكَ فِي صَلَاتِنَا؟) وهذهِ الزيادةُ رَوَاهَا أيضًا ابنُ حبانَ (٦)، والدارقطنيُّ (٧)،


= ابن سعد" (٦/ ١٦)، و"التاريخ الكبير" (٦/ ٤٢٩ رقم ٢٨٨٤)، و"الجرح والتعديل" (٦/ ٣١٣ رقم ١٧٤٠)، و"تهذيب التهذيب" (٧/ ٢٢٠ - ٢٢١ رقم ٤٤٧)، و"الإصابة" (٧/ ٢٤ - ٢٥ رقم ٥٥٩٩)، و"الاستيعاب" (٨/ ١٠٢ - ١٠٣ رقم ١٨٢٧).
(١) في المطبوع "عامر" والتصويب من مصادر الترجمة المتقدمة.
(٢) انظر ترجمته في: "الإصابة" (١/ ٢٦٢ رقم ٦٩١)، و"الاستيعاب" (٢/ ١٢ رقم ١٩٣).
(٣) سورة الأحزاب: الآية ٥٦.
(٤) في "المسند" (٥/ ٢٧٣ - ٢٧٤).
(٥) في "صحيحه" رقم (٦٥/ ٤٠٥) كما تقدم.
(٦) في "الإحسان" (٣/ ٢٠٧ رقم ١٩٥٦).
(٧) في "السنن" (١/ ٣٥٤ - ٣٥٥ رقم ٢).