للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَلِلطَّبَرَانيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ يُدِيمُ ذلِكَ) أي: يجعلهُ عادةً دائمةً لهُ. قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ (١): السرُّ في قراءتِهمَا في صلاةِ فجرِ الجمعةِ أنَّهما تضمَّنَتَا ما كان وما يكونُ في يومِهِمَا، فإنَّهما اشْتَمَلَتَا على خَلْقِ آدمَ وعلى ذكرِ المعادِ وحشرِ العبادِ، وذلكَ يكونُ يومَ الجمعةِ، ففي قراءَتِهمَا تذكيرٌ للعبادِ بما كانَ فيهِ ويكونُ.

قلت: ليعتبروا بذكرِ ما كانَ ويستدُّوا لما يكونُ.

[ما يقول في الركوع والسجود]

٢٦/ ٢٧٧ - وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا يَسْأَلُ، وَلَا آيَةُ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْهَا. أَخْرَجَهُ الْخَمْسَةُ (٢)، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ (٣). [صحيح]

(وَعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّيْت مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَمَا مَرَّتْ بِهِ آيَةُ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ عِنْدَهَا يَسْأَلُ) أي: يطلبُ منَ اللَّهِ رحمتَهُ، (وَلَا آيَةُ عَذَابٍ إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْهَا) مما ذُكِرَ فيْها. (أَخْرَجَه الْخَمْسَةُ، وَحسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ). في الحديثِ دليل على أنهُ ينبغي للقارئِ في الصلاةِ تَدَبُّرُ ما يقرؤُهُ، وسؤالُ اللَّهِ رحمتَه، والاستعاذةُ منْ عذابهِ. ولعلَّ هذَا كانَ في صلاةِ الليلِ، وإنَّما قلْنا ذلكَ لأنَّ حديثَ حذيفةَ مطلقٌ، ووردَ تقييدُهُ بحديثِ عبدِ الرحمنِ ابن أبي ليلى عنْ أبيهِ: قالَ: "سمعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -


(١) في "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (٢٤/ ٢٠٤ - ٢٠٦).
(٢) وهم: أحمد في المسند (٥/ ٣٨٤)، وأبو داود (رقم ٨٧١)، والترمذي (٢/ ٤٨ رقم ٢٦٢)، وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي (٣/ ٢٢٥ - ٢٢٦ رقم ١٦٦٤)، وابن ماجه (رقم ٨٨٨).
قلت: وأخرجه مسلم (رقم ٢٠٣/ ٧٧٢). ولفظه: "عن حذيفة، قال: صليتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ ليلَةٍ، فافتتحَ البقرة، فقلتُ: يركعُ عندَ المائةِ. ثم مضى، فقلتُ: يُصلي بها في رَكْعَةِ. فمضى. فقلتُ: يركعُ بها. ثُمَّ افتتحَ النساءَ فقرأهَا. ثم افتتحَ آلَ عمِرانَ فقرأها يقرأُ مترسِّلًا. إذا مَرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٍ سبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوذٍ تَعَوَّذَ. ثم ركعَ فجعلَ يقولُ: "سبحانَ ربيَ العظيمِ" فكان ركوعُهُ نحوًا من قيامِهِ. ثم قال: "سمع اللهُ لمنْ حَمِدَهُ"، ثم قامَ طويلًا قريبًا مَما ركعَ. ثم سجدَ فقال: "سبحان ربيَ الأعلى" فكان سجودُهُ قريبًا من قيامه".
(٣) في "السنن" (٢/ ٤٩).