للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإنْ قلتَ: قد فاتَ في جمعِ المذكرِ السالم شرطُ كونِهِ يعقلُ، وهو شرطٌ لِجَمْعِهِ عَلَمًا وصفَةً. قُلْتُ: لما [نزل] (١) منزلة من يعقل [بوصفه] (٢) بصفته وهو الخادم [أجراهُ] (٣) مُجراهُ في جَمْعِهِ صفة. وفي التعليل إشارةٌ إلى أنهُ تعالى لما جعلها بمنزلةِ الخادمِ في كثرةِ اتصالها بأهل المنزِلِ وملابستِها لهم، ولما فِي منزلهم، خفَّفَ تعالى على عبادِهِ بجعلها غيرَ نَجَسٍ رفعًا للحرج.

(أخرجَهُ الأربعَةُ وصحَّحَهُ الترمذيُّ، وابنُ خُزَيْمَةَ)، وصحَّحَهُ أيضًا البخاريُّ، والعقيليُّ، والدارقطني (٤).

والحديث دليل على طهارة الهرة وسؤرها، وإنْ باشرتْ نَجَسًا، وأنه لا تقييدَ لطهارةِ فمها بزمانٍ. وقيل: لا يطهُرُ فمها إلا بمضي زمان من ليلةٍ، أو يومٍ، أو ساقَي، أو شرِبها الماءَ، أو غيبتها حتى يحصُلَ ظنٌّ بذلكَ، أو بزوالِ عينِ النجاسةِ مِنْ فمِها، وهذا الأخيرُ أوضحُ الأقوال [لأنه] (٥) معَ بقاءِ عينِ النجاسَةِ في فمِها فالحكم بالنجاسةِ لتلك العين لا لفمها، فإنْ زالتِ العين فقد حكم الشارع بأنها ليست بنَجَس.

[نجاسة بول الإنسان]

١٠/ ١٠ - وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ


(١) في النسخة (ب): "نزله".
(٢) في النسخة (ب): "ووصفه".
(٣) في النسخة (أ): "أجرى".
(٤) ذكر ذلكَ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ٤١)، ثم قال الحافظ (١/ ٤٢): "وأعلَّهُ ابن منده بأنَّ حُمَيدة وخالتها كبشَةَ محلُّهما محلُّ الجهالةِ ولا يُعْرَفُ لهما إلا هذا الحديث. فأما قولُهُ: إنهما لا يُعْرَفُ لهما إلا هذا الحديث، فمتعقَّبٌ بأنَّ لحميدة حديثًا آخرَ في تشميت العاطسِ رواهُ أبو داودَ، ولها ثالثٌ رواه أبو نعيم في "المعرفة"، وأما حالهما فحُمَيدة روى عنها مع إسحاق ابنُهُ يحيى، وهو ثقة عند ابن معين. وأما كبشةُ فقيلَ: إنها صحابيةٌ، فإن ثبثَ فلا يضرُّ الجهلُ بحالها، واللَّه أعلمُ" اهـ.
قلتُ: وقد صححَ الحديثَ الإمامِ النوويُّ في "المجموع شرحِ المهذب" (١/ ١٧١). كما أن للحديثِ طرقًا أخرى وشاهدًا أورَدَها الألبانيُّ في "صحيح أبي داودَ" (٦٨، ٦٩) - كما في "الإرواء" (١/ ١٩٣).
(٥) في النسخة (ب): "لأن".