للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[فأما] (١) الصلاةُ خلفَ مَنْ قالَ: لا إله إلَّا اللهُ، فقد قدَّمْنَا الكلامَ في ذلكَ، وأنهُ لا دليلَ على اشتراطِ العدالةِ، وأنَّ مَنْ صحَّتْ صلاتهُ صحَّتْ إمامتُهُ.

[يأتم المصلي في أي جزء أدرك الإمام فيه]

٢٩/ ٣٩٨ - وَعَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الصَّلاةَ وَالإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كمَا يَصْنَعُ الإِمَامُ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٢) بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ. [صحيح]

(وعن عليٍّ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إذا أتَى أحدُكم الصلاةَ والإمامُ على حالٍ، فليصنعْ كما يصنعُ الإمام. رواهُ الترمذيُّ بإسنادٍ ضعيف).

أخرجهُ الترمذيُّ من حديثٍ عليٍّ ومعاذٍ، وفيهِ ضعفٌ وانقطاعٌ، وقالَ: لا نعلمُ أحدًا أسندَهُ إِلَّا مِنْ هذا الوجهِ، وقدْ أخرجهُ أبو داودَ (٣) من حديثٍ عبدِ الرحمنِ بن أبي ليلى، قالَ: حدَّثَنا أصحابُنا -[وفيه أن معاذًا قال] (٤) … الحديثَ، وفيهِ أن معاذًا قالَ: "لا أراهُ على حالٍ إلَّا كنتُ عليها"، وبهذا يندفعُ الانقطاعُ، إذِ الظاهرُ أن الراويَ لعبدِ الرحمنِ غيرُ معاذٍ بل جماعةٌ منَ الصحابةِ، والانقطاعُ إنَّما ادُّعِيَ بينَ عبدِ الرحمنِ ومعاذٍ، قالُوا: لأنَّ عبدَ الرحمنِ لم يسمعْ


(١) في (ب): "وأما".
(٢) في "السنن" (٢/ ٤٨٥ رقم ٥٩١) وقال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعلم أحدًا أسندَهُ إلّا ما روي من هذا الوجه" اهـ.
وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" (٢/ ٤٢): "وفيه ضعف وانقطاع"، ويريد بالضعف الإشارة إلى تضعيف حجاج بن أرطأة، وهو عندنا ثقة إلّا أنه يدلس، ولم يصرِّح بالسماع هنا. ويشير بالانقطاع إلى أن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، ولكن له شاهد من حديثه - أيضًا - عند أبي داود (٥٠٦) يقول فيه ابن أبي ليلى: "حدثنا أصحابنا" ثم ذكر الحديث وفيه: "فقال معاذ: لا أراه على حال إلّا كنت عليها. قال: فقال: إن معاذًا قد سنّ لكم سنة، كذلك فافعلوا"، وهذا متّصل؛ لأن المراد بأصحابه الصحابة، كما صرَّح بذلك في رواية ابن أبي شيبة: "حدثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - " اهـ. من كلام الشيخ أحمد شاكر على الترمذي.
والخلاصة: أن الحديث صحيح، وانظر: "الصحيحة" للألباني رقم (١١٨٨).
(٣) في "السنن" رقم (٥٠٦) كما تقدم.
(٤) زيادة من (ب).