للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ترجمة فُرَيْعَةَ

(وعنْ فُرَيْعَةَ) (١) بضمِّ الفاءِ وفتحِ الراءِ وسكونِ المثناةِ التحتيةِ وعينٍ مهملةٍ أختِ أبي سعيدٍ الخدريِّ، شهدتْ بيعةَ الرِّضْوانِ ولها روايةٌ، (بنتِ مالكٍ أن زوْجَها خرجَ في طلبِ أَعْبُدٍ لهُ فقتلُوه قالتْ: فسألتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أن ارجعَ إلى أهلي فإنَّ زوجي لم يتركْ لي مَسْكَنًا يملكُه ولا نفقةً فقالَ: "نعمْ"، فلمَّا كنتُ في الحجرةِ ناداني فقالَ: امكُثِي في بيتِكِ حتَّى يبلغَ الكتابُ أجله، قالتْ: فاعتددت فيهِ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا، قالتْ: فَقَضَى بِهِ عثمان بعدَ ذلكَ. أخرجَهُ أحمدُ والأربعةُ وصحَّحَة الترمذيُّ والذهليُّ) بضمِّ الذال [المعجمةِ] (٢) (وابن حبانَ والحاكمُ وغيرُهم) أخرجُوهُ كلُّهم منْ حديثٍ سعدِ بن إسحاقَ بنَ كعبٍ عنْ عمَّتِه زينبَ بنتِ كعبِ بن عُجْرَةَ عن [فريعة هذه المذكورة في هذا الحديث] (٣). قالَ ابنُ عبدِ البرِ (٤): هذا حديثٌ معروفٌ مشهورٌ عِنْدَ علماءِ الحجازِ والعراقِ، وأعلَّهُ عبدُ الحقِّ تِبْعًا لابنِ حزمٍ بجهالةِ حالِ زينبَ وبأنَّ سعدَ بنَ إسحاقَ غيرُ مشهورِ العدالةِ، وتُعُقِّبَ بأنَّ زينبَ هذهِ منَ التابعياتِ وهيَ امرأةُ أبي سعيدٍ، رَوَى عنْها سعدُ بنُ إسحاقَ وذكرَها ابنُ حبانَ في الثقاتِ (٥)، وقدْ رَوَى عنْها سليمانُ بنُ محمدِ بن كعبِ بن عجرةَ فهيَ امرأةٌ تابعيةٌ تحتَ صحابيٍّ، ثم رَوَى عنْها الثقاتُ ولم يطعنْ فيها بحرفٍ (٦)، وسعدُ بنُ إسحاقَ وثقهُ ابنُ معينٍ والنسائيُّ والدارقطنيُّ (٧)، وَرَوى عنهُ حمادُ بنُ زيدٍ وسفيانُ الثوريُّ وابنُ جريجٍ ومالكٌ وغيرُهم. والحديثُ دليل على أنَّ المتوفى عنْها زوجُها تعتدُّ في بيتِها الذي نوَتْ فيهِ العدةَ ولا تخرجُ منهُ إلى غيرِهِ، وإلى هذَا ذهبَ جماعةٌ منَ السلفِ


= ابن ماجه" رقم (١٦٥١).
وخلاصة القول: أن الحديث صحيح، واللَّهُ أعلم.
(١) انظر ترجمتها في: "الإصابة" رقم (١١٦٢٨)، و"أسد الغابة" رقم (٧٢٠٦)، و"الاستيعاب" رقم (٣٥١٧)، و"تجريد أسماء الصحابة" (٢/ ٢٩٦، ٢٩٣) و"الثقات" (٣/ ٣٣٧).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) زيادة من (أ).
(٤) في "الاستذكار" (١٨/ ١٨١ رقم ٢٧٤١٦).
(٥) (٣/ ٢٧١).
(٦) انظر ترجمتها في: "الإصابة" رقم (١١٢٥٢)، و"الاستيعاب" رقم (٣٤١٠).
(٧) كما في "تهذيب التهذيب" (٣/ ٤٠٥ رقم ٨٦٨).