للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما الآيةُ: فالنجسُ لغةً المستقذَرُ، فهو أعمُّ من المعنى الشرعي، وقيلَ: معناهُ ذو نَجَسٍ، لأن معهُم الشِّركَ الذي هوَ بمنزلةِ النَّجَسِ؛ لأنهم لا يتطهرونَ، ولا يغتسلونَ، ولا يجتنبون النجاساتِ؛ فهي ملابسةٌ لهم. وبهذا يتمُّ الجمعُ بينَ هذا وبينَ آيةِ المائدةِ والأحاديثِ الموافقةِ لحكمِها. وآيةُ المائدةِ أصرَحُ في المرادِ.

٧/ ٢٠ - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضي الله عنه -: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابَهُ تَوَضَّئُوا مِنْ مَزَادَةِ امْرَأةٍ مُشْرِكَةٍ. [صحيح]

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (١)، فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

[ترجمة عمران بن حصين]

(وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ) (٢) بالمهملتين تصغير حصن. وعِمْرَانُ هو أبو نُجَيْدٍ بالجيم - تصغير نجد - الخزاعي الكعبي. أسلمَ عامَ خيبرَ، وسكَنَ البصرةَ إلى أَنْ ماتَ بها سنةَ اثنتينِ أو ثلاثٍ وخمسينَ، وكانَ من فضلاءِ الصحابةِ وفقهائِهِم (أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْحَابَة توضَّأوا مِنْ مَزَادَةٍ) بفتح الميم بعدها زاي، ثم ألف وبعد الألف مهملة؛ وهي الرَّاوِية ولا تكونُ إلَّا من جِلْدَيْنِ تُقَامُ بِثَالثٍ بينهما لِتَتَّسِعَ، كما في القاموس (٣).

(امْرَأَةٍ مُشْرِكَةٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) بَيْنَ الشَّيْخينِ في (حديثٍ طَويلٍ) أخرجه البخاريُّ بألفاظٍ فيها أنه - صلى الله عليه وسلم - بعثَ عليًّا وآخرَ معهُ في بعضِ أسفارِهِ - صلى الله عليه وسلم -، وقد فقدوا الماءَ فقالَ: اذهبا فابتغيا الماءَ، فانطلقا، فتلقَّيا امرأةً بينَ مَزَادَتَيْنِ أو سَطيحتَينِ مِن ماءٍ عَلَى بَعيرٍ لها (فقالا لها: أين الماءُ؟ فقالت: عَهْدِي بالماءِ أمسِ هذه الساعة،


(١) البخاري (١/ ٤٤٧ رقم ٣٤٤) و (١/ ٤٥٧ رقم ٣٤٨) و (٦/ ٥٨٥ رقم ٣٥٧١)، ومسلم (١/ ٤٧٤ رقم ٦٨٢) في حديث طويل.
(٢) انظر ترجمته في: "طبقات ابن سعد" (٤/ ٢٨٧ - ٢٩١)، و"أخبار القضاة" (١/ ٢٩١، ٢٩٢)، و"الجرح والتعديل" (٦/ ٢٩٦ رقم ١٦٤١)، و"الإصابة" (٧/ ١٥٥ - ١٥٦ رقم ٦٠٠٥)، و"الاستيعاب" (٩/ ١٩ - ٢٠ رقم ١٩٦٩)، و "تهذيب التهذيب" (٨/ ١١١ - ١١٢ رقم ٢٢٠)، و"المستدرك" (٣/ ٤٧٠ - ٤٧٢).
(٣) (ص ٣٦٥).