للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معجمةٌ ساكنةٌ، معناهُ ارتحتُ وخففتُ. واختلفُوا أيضًا فيما إذا قبَّلَ أو نَظَرَ أو باشرَ فأنزلَ أو أمذَى، فعنِ الشافعيِّ وغيرِه: أنهُ يقضي إذا أنزلَ في غيرِ النظرِ، ولا قضاءَ في الإمذاءِ. وقالَ مالكٌ: يقضي في كلِّ ذلكَ ويُكَفِّرُ إلَّا في الإمذاءِ فيقضي فقطْ. وثمةَ خلافاتٌ أُخَرُ الأظهرُ أنهُ لا قضاءَ ولا كفارةَ إلا على مَنْ جامعَ وإلحاقُ غيرِ المجامِعِ بهِ بعيدٌ.

(تنبيهٌ): قولُها: وهوَ صائمٌ لا يدلُّ أنهُ قبَّلَها وهي صائمةٌ. وقدْ أخرجَ ابنُ حبانَ في صحيحهِ (١) عنْ عائشةَ: "كانَ يقبِّلُ بعضَ نسائهِ في الفريضةِ والتطوعِ"، ثمَّ ساقَ بإسنادهِ: "أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يمسُّ وجْهَهَا وهي صائمةٌ" (٢). وقالَ: ليسَ بينَ الخبريْنِ تضادٌّ، لأنه كانَ يملكُ إربهُ، ونبَّهَ بفعلهِ ذلكَ على جوازِ هذا الفعلِ لمنْ هوَ بمثلِ حالهِ، وتركِ استِعمالِه إذا كانتِ المرأةُ صائمةً علمًا منهُ بما رُكِّبَ في النساءِ منَ الضعفِ عندَ الأشياءِ التي تردُ عليهنَّ، انتهى.

[[القول في الحجامة في الصيام]]

١٦/ ٦٢٥ - وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (٣). [صحيح].

(وعنِ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ وهوَ محرِمٌ، واحتجمَ وهوَ صائمٌ. رواهُ البخاريُّ) قيلَ: ظاهرهُ أنهُ وقعَ منهُ الأمرانِ المذكورانِ مفترقينِ، وأنهُ احتجمَ وهوَ صائمٌ، واحتجمَ وهوَ محرمٌ، ولكنهُ لم يقعْ ذلكَ في وقتٍ واحدٍ، لأنه لم


(١) في "الإحسان" (٨/ ٣١٤ رقم ٣٥٤٥).
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (١٢/ ٣٦٨)، و (١٢/ ٣٥١)، وأحمد (٦/ ٢٤١ - ٢٥٢)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/ ٩١)، وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (٧٤٠٨) من طرق.
وهو حديث صحيح.
(٢) أخرجه ابن حبان (٨/ ٣١٥ رقم ٣٥٤٦) وسنده قوي.
(٣) في "صحيحه" (١٩٣٨).
قلت: وأخرجه مسلم (٨٧/ ١٢٠٢)، والترمذي (٧٧٥، ٧٧٧)، وأبو داود (٢٣٧٣)، وابن ماجه (١٦٨٢).