للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيلَ: كانَ يصومُ ذلكَ تعظيمًا لرمضانَ كما أخرجه الترمذيُّ (١) منْ حديثِ أنسٍ وغيرِه: "أنهُ سُئِلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الصومِ أفضلُ؟ فقالَ: شعبانُ تعظيمًا لرمضانَ"، قالَ الترمذيُّ: فيهِ صدقةُ بنُ موسى وهوَ عندَهم ليسَ بالقويِّ، وقيلَ: كانَ يصومهُ: "لأنه شهرٌ يغفلُ عنهُ الناسُ بينَ رجبِ ورمضانَ" كما أخرجهُ النسائيُّ (٢)، وأبو داود (٣)، وصحَّحهُ ابن خُزيمةَ (٤) عنْ أسامةَ بن زيدٍ: "قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ لمْ أرَكَ تصومُ في شهرِ من الشهورِ ما تصومُ في شعبانَ قالَ: ذلكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجب ورمضانَ، وهوَ شهرٌ تُرْفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فَأُحِبُّ أنْ يُرْفَعَ فيهِ عملي وأنا صائمٌ".

قلتُ: ويحتملُ أنهُ يصومُه لهذهِ الحِكَمِ كلِّها. وقدْ عُورِضَ حديثُ: "إنَّ صومَ شعبانَ أفضلُ الصومِ بعدَ رمضانَ"، بما أخرجهُ مسلمٌ (٥) من حديثِ أبي هريرةَ مرفوعًا: "أفضلُ الصومِ بعدَ رمضانَ صومُ المحرَّمِ"، وأوردَ عليهِ أنهُ لوْ كانَ أفضلُ لحافظَ على الإكثارِ منْ صيامِه، وحديثُ عائشةَ يقتضي أنهُ كان أكثرُ صيامه شعبانَ، فأُجيبَ بأنَّ تفضيلَ صومِ المحرَّم بالنظرِ إلى الأشهرِ الحُرُمِ وفضلِ شعبانَ مطلقًا، وأما عدمُ إكثارهِ لصومِ المحرَّمِ فقالَ النوويُّ: إنه إنَّما علمَ ذلكَ آخرَ عمرِهِ.

[فضل الصيام ثلاثة أيام من كل شهر]

٥/ ٦٤١ - وَعَنْ أَبي ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:


(١) في "السنن" (٦٦٣)، وقال: هذا حديث غريب.
وصدقةُ بن موسى ليس عندهم بذاك القوي.
قلت: وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(٢) في "السنن" (٤/ ٢٠١ رقم ٢٣٥٧).
(٣) في "السنن" (٢٤٣٦).
(٤) في "صحيحه" (رقم ٢١١٩) من طرق.
وهو حديث حسن. انظر: "مختصر السنن" (٣/ ٣٢٠)، و"الإرواء" (٤/ ١٠٢ - ١٠٤ رقم ٩٤٨).
(٥) في "صحيحه" (١١٦٣).
قلت: وأخرجه أحمد (٢/ ٣٤٤)، وأبو داود (٢٤٢٩)، والترمذي (٧٤٠)، وابن ماجه (١٧٤٢)، والنسائي (٣/ ٢٠٦ رقم ١٦١٣).