للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[الحسين] (١) بن علي بن أبي طالبٍ، سمعَ أباهُ زينَ العابدينَ، وجابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ، ورَوَى عنهُ ابنهُ جعفر الصادقُ وغيرُه. ولدَ سنةَ ستٍّ وخمسينَ، وماتَ [بالمدينةِ] (٢) سنةَ سبعَ عشرةَ ومائةٍ، وهوَ ابنُ ثلاثٍ وستّينَ سنةً، ودفنَ بالبقيعِ في البقعةِ التي دفنَ فيها أبوهُ وعمُّ أبيهِ الحسنُ بنُ عليٍّ بن أبي طالبٍ، وسمّيَ الباقرَ لأنّهُ تبقَّرَ في العلمِ، أي: توسَّعَ فيه، انتهَى من جامعِ الأصولِ.

(وحوَّلَ رداءَه ليتحوَّلَ القحطُ) وقالَ ابنُ العربي (٣): هوَ أمارةٌ بينَه وبينَ ربِّهِ. قيلَ لهُ: حوّلْ رداءَك ليتحوّلَ حالكُ، وتُعُقِّبَ قولُه هذا [بأنهُ] (٤) يحتاجُ إلى نقل، واعترضَ ابنُ العربي للقولِ بأنَّ التحويلَ للتفاؤلِ، قالَ: لأنَّ من شرطِ الفأل أنْ لا يقصدَ إليهِ، وقالَ المصنفُ (٥): إنهُ وردَ في التفاؤلِ حديثٌ رجالُه ثقاتٌ، قالَ المصنّفُ في الفتحِ: إنهُ أخرجهُ الدارقطنيُّ (٦)، والحاكمُ (٧) من طريقِ جعفرِ بن محمدٍ عن أبيهِ، عن جابرٍ فوصلَه، لأنَّ محمدَ بنَ علي لقي جابرًا ورَوَى عنه إلَّا أنهُ قال: إنه رجَّح الدارقطني إرساله، ثم قال: وعلى كل حالٍ فهو أولى من القولِ بالظنِّ.

وقولُه في الحديثِ الأولى: (جهرَ فيهما بالقراءة) في بعضِ رواياتِ البخاريِّ: "يجهرُ". ونقلُ ابنُ بطالٍ إنهُ مجمعٌ عليهِ، أي: على الجهرِ في صلاةِ الاستسقاءِ، وأخذَ منهُ بعضُهم أنَّها لا تصلَّى إلَّا في النهارِ ولو كانتْ تصلَّى في الليلِ لأسرَّ فيها نهارًا ولجهرَ فيها ليلًا، وفي هذا الأخذِ بُعْدٌ لا يَخْفَى.

[استسقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الجمعة]

٥/ ٤٨٣ - وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا"، فَذَكَرَ


(١) في (ب): "الحسن".
(٢) زيادة من (أ).
(٣) في "عارضة الأحوذي" (٣/ ٣٣).
(٤) في (أ): "أنه".
(٥) في "الفتح" (٢/ ٤٩٩).
(٦) في "السنن" (٢/ ٦٦ رقم ٢).
(٧) في "المستدرك" (١/ ٣٢٦) وقال: صحيح الإسناد، وقال الذهبي: غريب عجيب صحيح.