للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معانيهِ، قاصدًا بذلكَ وجهَ اللَّهِ، ثم التقريبَ للطالبينَ والناظرينَ فيهِ، مُعْرِضًا عن ذكرِ الخلافاتِ والأقاويلِ، إلَّا أنْ يدعوَ إليه ما يرتبطُ به الدليلُ، متجنبًا للإيجازِ المخلِّ والإطنابِ المملِّ.

وقد ضممتُ إليه زياداتٍ جمَّة على ما في الأصلِ من الفوائِدِ، واللَّهَ أسألُ أنْ يجعلَهُ في المعَادِ من خير العوائِدِ، فهو حسبي ونعمَ الوكيلُ، وعليه في البدايةِ والنهايةِ التعويلُ.

معنى الحمد للَّه

(الحمد للَّه) افتتح كلامَهُ بالثناء على اللَّهِ تعالى، امتثالًا لما وردَ في البدايةِ به منَ الآثارِ، ورجاءً لبركةِ تأليفهِ؛ لأنَّ كُلَّ أمرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فيه بحمد اللَّهِ منزوعُ البركةِ كما وردتْ به تلك الأخبارُ (١)، واقتداءً بكتابِ اللَّهِ المُبينِ، وسلوكِ مسالِكِ العلماءِ المؤلفينَ.


= وهو ثمرةُ الاجتهادِ، وعلى كل حالٍ فهو شرحٌ مقيدٌ، وقد اختصَرَهُ السيدُ العلامةُ: محمدُ بنُ إسماعيلَ الأميرُ. وسمَّى المختصر: "سبل السلام". وله رسالة في حديث: "أخرجوا اليهود من جزيرة العرب"، رجَّح فيها أنَّهُ إنما يجبُ إخراجُهم من الحجاز فقط محتجًا بما في رواية بلفظ: "أخرجوا اليهود من الحجاز".
وتوفي صاحب الترجمة سنة تسع عَشَر ومائة وألف (١١١٩ هـ)، وقيل: سنة خمس عشر ومائة وألف (١١١٥ هـ). "البدر الطالع" (١/ ٢٣٠ - ٢٣١ رقم ١٥٣).
(١) وهي ضعيفةٌ.
• أخرجَه أبو داود (٥/ ١٧٢ رقم ٤٨٤٠)، وابن ماجه (١/ ٦١٠ رقم ١٨٩٤)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (رقم ٤٩٤)، وابن حبان في صحيحه (١/ ١٠٢ رقم ١، ٢)، والدارقطني (١/ ٢٢٩ رقم ١، ٢)، والبيهقي (٣/ ٢٥٨ - ٢٠٩)، والطبراني في "الكبير" (١٩/ ٧٢ رقم ٠٠/ ١٤١)، وأحمدُ في "المسند" (٢/ ٣٥٩) والسبكي في "طبقات الشافعية" (١/ ٧، ١٥، ١٦) من طرقٍ موصولًا.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ كلام لا يُبْدأ فيه بالحمدُ للَّهِ فهو أجذمُ"، وفي رواية: "كل أمر ذي بالٍ لا يُبدأ فيه بحمد اللَّهِ فَهو أقطعُ".
• وأخرجه النَّسَائِي في "عمل اليوم والليلة" (رقم: ٤٩٥، ٤٩٦)، عن الزهري مرسلًا من طريقين.
وذكره المِزِّي في "تُحفةِ الأشرافِ" (١٣/ ٣٦٨)، في قسم المراسيل، وقالَ أبو داود: رواه =