للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لفظِ السلامِ. قالَ ابنُ دقيقِ العيدِ (١): وقدْ يستَدِلُّ بالأمرِ بإفشاءِ السلامِ مَنْ قَالَ بوجوبِ الابتداءِ بالسلامِ، ويُرَدُّ عليهِ أنهُ لو كانَ الابتداءُ فرضَ عينٍ على كلِّ أحدٍ كانَ فيهِ حرجٌ ومشقةٌ، والشريعةُ على التخفيفِ والتيسيرِ، فيحملُ على الاستحبابِ اهـ. قالَ النوويُّ (٢): في التسليمِ علَى مَنْ لم يعرفْ إخلاصُ العملِ للهِ تعالَى، واستعمالُ التواضعِ، وإفشاءُ السلامِ الذي هوَ شعارُ الأمةِ [المحمَّديةِ] (٣).

وقالَ ابنُ بطالٍ (٤): في مشروعيةِ السلامِ على غيرِ معروفٍ استفتاحُ المخاطبةِ للتأنيسِ، ليكونَ المؤمنونَ كلُّهم إخوةً فلا يستوحشُ أحدٌ منْ أحدٍ. وتقدَّمَ الكلامُ على صلةِ الأرحامِ مستوفَى، وعلى إطعامِ الطعامِ، فيشملُ مَنْ يجبُ عليهِ إنفاقُه، ويلزمُه إطعامُه ولو عُرْفًا أو عادةً، وكالصَّدقةِ على السائلِ للطعامِ وغيرِه، فالأمرُ محمولٌ على فعلِ ما هوَ أَوْلَى منْ تركِه [ليشملَ] (٥) الواجبَ والمندوبَ. والأمرُ بصلاةِ الليلِ في قولِه: "وصلُّوا بالليلِ"، قدْ وردَ تفسيرهُ بصلاةِ العشاءِ، والمرادُ بالناسِ اليهودُ والنَّصارى، [فإنهم لا يصلُّون تلك الساعة] (٦)، ويُحتملُ أنهُ أُرِيدَ ذلك وما يشملُ نافلةَ الليلِ. وقولُه: "تدخلُوا الجنةَ بسلامٍ"، إخبارٌ بأنَّ هذهِ الأفعالَ منْ أسبابِ دخولِ الجنةِ، وكأن بِسبَبِهَا يحصلُ لفاعِلها التوفيقُ، وتجنبُ ما يوبِقُها منَ الأعمالِ، وحصولُ الخاتمةِ الصالحةِ.

الدِّين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامَّتهم

١٤/ ١٤٤٧ - وَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الدِّينُ النَّصِيحةُ -ثَلَاثًا-"، قُلْنَا: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "للهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، ولأئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (٧). [صحيح]


(١) ذكره ابن حجر في "الفتح" (١١/ ١٩).
(٢) ذكره ابن حجر في "الفتح" (١١/ ٢١).
(٣) زيادة من (أ).
(٤) ذكره ابن حجر في "الفتح" (١١/ ٢١).
(٥) في (أ): "فيشمل".
(٦) زيادة من (أ).
(٧) في "صحيحه" رقم (٥٥).
قلت: وأخرجه النسائي (٧/ ١٥٦)، وأبو داود رقم (٤٩٤٤)، والترمذي رقم (١٩٢٦).
وقال: حديث حسن صحيح.
• انظر ترجمته في: "الإصابة" رقم (٨٣٨)، والوافي بالوفيات (١٠/ ٤٩٠٨) و"الإكمال" (٤/ ٨٨).